آخر الأخبار

الحلقة السابعة الكيانية السياسية الفلسطينية في معركة الوجود الحلقة ما قبل الأخيرة


الحلقة السابعة
الكيانية السياسية الفلسطينية في معركة الوجود

الحلقة ما قبل الأخيرة

مرحلة مابعد التشريعي






لقد كانت مرحلة التشريعي في دورته الثانية أسوا مرحلة مرت بتاريخ شعبنا الفلسطيني منذ خمسين عاما على صعيد الكيانية السياسية الفلسطينية بحيث أصبح كل شيء مهدد وتحت ضغط الواقع وإفرازات الصراع الداخلي أصبحنا نقف على انشطار اجتماعي سياسي يخطط له العدو بإتقان.. فما هو الحل؟
من حسن حظ الفلسطينيين أنهم اوجدوا وقائع سياسية بعناوين مؤسساتية أخذت مجالا حيويا في واقع الشعب والمنطقة والعالم.. فكانت منظمة التحرير برصيدها الكبير هي مشاركة وطنية لم تتقيد بالمحاصصة ولم تتصارع عليها بمقدار ما كان المهم هو الموقف السياسي فلقد كان أي تنظيم فلسطيني يستمع له ويستطيع أن يحدث ضغطا على رأس الهرم السياسي الفلسطيني..
لقد اكتشفنا في رحلة مابعد الدورة الأولى للمجلس التشريعي أننا نتجه إلى الفوضى والسراب والتشتت لأننا نسير في غير طريق الكفاح الهادف لاسترداد الحقوق الوطنية الثابتة واتجهنا إلى دائرة تقاسم الفتات الملقى لنا كي يشغلونا بأنفسنا وبصراع هم يوجهونه بالإيحاء أحيانا وبالاختراق أحيانا وبتحريك ادواتم في المنطقة أحيانا أخرى.
ليس من مبرر لاستمرار المجلس التشريعي في الأرض المحتلة فهو فقط زيادة أعباء وتكريس حكم ذاتي تحت هيمنة الاحتلال وإيجاد صيغ للتعامل مع العدو المستبد..
ومن هنا لابد من إعادة التفكير في مسألة المؤقت الذي يكرس الحكم الذاتي المنقوص والمحدود ليس فقط في صلاحياته بل أيضا في الأراضي التي يشرف عليها..
لقد تورط التشريعي في أن أصبح أداة انقسام والذهاب عميقا خلف المحاصصات الفئوية والحزبية والصراع الحزبي ولم يلتزم مصالح الشعب وأجج للصراع بين الفصائل الفلسطينية في حين كان عليه أن يون لبنة قوية في تجنب الخطاب الفصائلي فمن المعلوم بالضرورة أن العضو حزبي خارج البرلمان ولكنه داخل البرلمان فهو يمثل الشعب ويدافع عن مصالحه والتي تقف جميعها تحت عنوان الوحدة الوطنية الفلسطينية.
لاعتبارات ذاتية سياسية ولاعتبارات موضوعية لها علاقة بدرجة الوعي السياسي لدى الفصائل الفلسطينية ونتيجة التجربة المرة التي عاشها الشعب الفلسطيني بعد الانتخابات التشريعية فاقدة المبرر تحت الاحتلال ولهدف غير محدد ولأجل غير محدد يصبح من الضرورة الاحتماء بمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ويبدأ الحوار بين منظمة التحرير الفلسطيني والفصائل غير المنضوية فيها لإيجاد صيغة يتم تشريك الجميع فيها وفي مؤسساتها التي ينبغي أن يتم تفعيلها على أوسع نطاق في الداخل والخارج الفلسطيني وتعبئة أبناء شعبنا في إطارها وتفعيل المجلس الوطني ليشمل كل فعاليات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وتقوم المنظمة بمالديها من مشروعية باختيار كيفية إدارة الأوضاع الداخلية وصولا إلى الاستقلال وقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة وعلى أرضها يتم انتخابات برلمان فلسطيني.
للحفاظ على الكيانية الفلسطينية لابد من التحرك السريع لتنشيط مؤسسات منظمة التحرير وسحب الصلاحيات من السلطة إلى مؤسسات المجلس الوطني..وكل ما يتم من مؤسسات على الأرض الفلسطينية في ظل الاحتلال هو فقط لتسيير الأمور تنفيذيا بعيدا عن أي عمل تشريعي أو برلماني.
من هنا نستطيع استرداد سيادة المؤسسة الفلسطينية والابتعاد عن تناحر على مكتسبات وهمية لاقيمة لها في ظل الاحتلال الذي يجيد أحداث الفتنة في صفوفنا بطرق بعضها ظاهره خير وباطنه سم زعاف.
مرحلة مابعد التشريعي يجب أن تقود إلى مراجعة علمية صارمة وموضوعية لمرحلة التشريعي الأولى والثانية ولفكرة الانتخابات في ظل الاحتلال ولتجربة التصارع التنافسي القاتل الذي حصل نتيجة الانتخابات السابقة..
أن ما يدفعه شعبنا في فلسطين وخارج فلسطين يدين بشكل صارخ الانتخابات التشريعية لأنها الفعل الخطأ في المكان الخطأ والزمان الخطأ.. ولقد كان من نتائجها أن تحول شعبنا إلى طوابير على وكالة الغوث والمعونات المعيشية وتكبلنا بحصار خانق.
من جديد لابد من ضخ الحياة بقوة في الوطنية الفلسطينية وتكريسها خطا سياسيا صارما يتم على أرضيته الشراكة في مشروع التحرير ومؤسسات منظمة التحرير لأننا نواجه تحديا حقيقيا قد يعصف بالكيان السياسي الفلسطيني ليتبعثر الوجود الفلسطيني مجددا مزقا جزء في غزة وأجزاء في الضفة وجزء في الأرض المحتلة منذ 1948 وأجزاء في الشتات.
إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني يستدعي العودة بسرعة إلى منظمة التحرير وتقويتها وضخ طاقات فكرية وسياسية معتبرة في دواليبها لتحصينها و والارتكان إليها على اعتبار أنها الوطن المعنوي الذي يبني وطنا عمليا على أرضنا.. ولابد من آليات استيعاب للكل الوطني على أرضية ثوابت فلسطينية واضحة وتفاهمات عميقة بين شتى التيارات.
إن فتح بالذات هي المسئولة المسئولية الكبيرة والأساسية عن المشروع الوطني الفلسطيني ففكرتها هي فقط التي لايتنابها لغوب ولا تجنح ولا تشتت.. فكرتها الوطنية ناضجة وقوية وهي مركزة تماما على الموضوع الفلسطيني بلا تشتيت وهي التي استطاعت أن تجمع أشلاء الفلسطينيين من تيههم ووقوفهم على أبوابا وكالات الغوث والمساعدات الاغاثية إلى حالة ثورية سياسية ولذلك فهي المخاطب الأساس هنا لكي تبذل الجهد من اجل استرداد منظمة التحرير لياقتها وحضورها الحقيقي القوي وهي التي تفرز ما تشاء من أجهزة تنفيذية على الأرض تنجز مشاريع حياتية للمواطنين الفلسطينيين بحيث تظل مؤسساتنا السياسية بعيدة عن هيمنة الاحتلال وابتزازه.



إرسال تعليق

0 تعليقات