نجوم فى
سماء الوطن
الفتى (
الزغير)
عباس المحمداوى
حينما تجد نفسك فجأة بين فتية شباب وشيوخ صنعوا مجدا لأوطانهم،
يأخذك شعور غير عادى تشعر أنك تحلق فى السماء، أو أن روحك تسبح فى حالة ملكوتية
عجيبة، تتنفس هواء غير الهواء وتبصر بعينك أشياء لا توجد فى المحيط ...
تلك هى حالتي حينما اقترب من أولئك الفتية الذين
أمنوا بربهم، ممن قضوا نحبهم وممن هم بخير على قيد الحياة شهداء أحياء ...
الذين استجابوا لله وللرسول ونداء الواجب والجهاد الذي
أطلقه المرجع اليعقوبى حينما أفتى بوجوب تشكيل جيشا رديفا من المؤمنين بعد سقوط الموصل
فى أيد الدواعش فى الشهر السادس عام 2014، ووجوب الدفاع عن أرضهم وأعراضهم، خرجوا
يطلبون الله تعالى ويطلبون طاعته تركوا عوائلهم وزوجاتهم وأبنائهم تركوا الركون
إلى الدنيا والبحث عن لقمة العيش والكسب يصعدون إلى مدارج العلى دون أن يطلبوا
مجدا... أو يطلبوا أجرا..
واليوم وفى
هذه الحلقة التى نتعرض لسيرة مقاتل مجاهد – زغير- صغير لم يكمل بعد الثامنة عشر من
عمره، وأمثاله وأقرانه ما يزالون فى الصف يدرسون ويلعبون فى الشوارع والطرقات ولكن
الفتى عباس المحمداوى المجاهد فى صفوف قوات وعد الله صاحب تلك الترجمة وهذه
الذكريات التى اشرف بإعادة صياغتها مع الحفاظ على روحه وسطوره وما كتب، فعباس يمثل
حالة فخر لكل لأسرته وأخواته ولكل من يعرفه إنه فتى مؤمن بالله ومؤمن بوطنه ومؤمن
بكل قيم الحق والواجب ورغم عمره الصغير ولكنه يستحق أن يكون فى مصاف الكبار ليس فى
العراق وحده ولكن وسط شباب وشيوخ ورجال هذه الأمة .....
بداية الطريق
يقول الفتى عباس
المحمداوى وهو يتذكر بداية التحاقه بقوات وعد الله ....
في بداية كل
عمل لحظات لاتنسى لم نكن نعرف كيف تسير الأمور ولا إلى أين ستؤول لكننا نعلم أن من يريد إتقان عمله عليه أن
يحافظ عليه منذ البداية ...
أما النهايات فالزمن والظروف كفيل بها. من البدايات
التي لاتنسى أول أيام الالتحاق عندما كنا نلتحق كمتطوعين في اللواء الشباب
الرسالي.
كان أخي الشيخ مرتضى (أبو جعفر) يلتحق مع الإخوة في البصرة
مع الشهيد القائد إياد جاني(أبو زين) ومع الإخوة الذين لا أتذكر أسمائهم لكن حسب
ما اعرفه أنهم موظفين وعادوا إلى عملهم بسبب عدم وجود التفريغ في تلك الفترة.
كنت التحق عندما يرجع أخي من القاطع بسبب الأعمال وأيام
الدراسة، وبعد مدة قررت أن أكون باستمرار دائم (غير منقطع) لا انسي وأتذكر كنت مع أول
وجبة عند صعودي للقاطع مع الحاج رحيم الزيادي (من اهل البصرة) وكان معه عدد من أهل
الحيانية. وكان معهم أيضا مجموعة (ناصر بيد الله ابو محمد) ومعه الأخ نواف ربيع (أبو
عباس) وعدد منهم لا أتذكر أسمائهم.
استمرت معهم في الكرمة ومن بعدها توقفت لمدة - وجيزة جدا-
لسبب شخصي مررت به في تلك الفترة ومن ثم أكملت العمل الجهادي في تلك الأيام كنا
نذهب خمسة أيام للكرمة وخمسة أيام لسامراء كنت اذهب مع الشهيد المجاهد الشيخ مهند
المياحي والأخ المجاهد نواف أبو عباس لسامراء وكما يعلمون الإخوة في تلك الفترة
استمر الحال بحوالي سنه وخمسة أشهر بدون رواتب والتجهيز القليل كنا نأخذ ماعندنا
ونلتحق لم ننسى طعم تلك الأيام وذكرياتها بكل تفاصيلها والأهازيج الحماسية والروح
العالية، وعندما كنت بالقاطع (الكرمة في بيت البصرة بالتحديد) أتذكر جاء الأخ
المجاهد القائد حسين الفريداوي خليفة (أبو علي) ومعه الأخ المجاهد سعد هميلي
المحمداوي وطلبوا من الإخوة المجاهدين المستمسكات ليدرجوا أسمائهم وتطويعهم في
الحشد في تلك الفترة!
ومن دواعي الفخر والسرور أنني عندما قدمت المستندات
قال لي سعد هميلي( عباس أنت عمرك زغير – صغير- مايقبلونك بعدك ماصاير 18 سنة وخاف يصير عليك شي
لا سامح الله) فقلت له خويه راح ابقي وإذا يصير عليه شي أريد بس يكون اسمي شهيد. والحمد
لله وبتوفيق صاحب الزمان.عج.استمرت رغم خوف الإخوة لم يقدموني لصغر سني وكانوا
يقولون لي أنت حتى واجب ما عليك.
حتى أتذكر كنت عندما اذهب لصلاة الجمعة كان المجاهد
حسين خليفة (أبو علي) يخصص مبلغ للمجاهدين الذين كانوا بدون راتب في ذلك الوقت حتى
كنت أنا ومعي الإخوة المتطوعين في بيتهم رأني جهاد آل خليفة وقال لي أنت تصعد لأنني
اعرف جهاد في فترة العمل الطلابي والأمسيات الشعرية لم يكن يعرف أنني التحق ولا
اعرف بأنه ابن أخ المجاهد أبو علي (حتى أتذكر أول لقاء به في مسابقة القصة الرئاسية
في البصرة قبل أيام الفتوى) وفي يوم من الأيام قال لي أخي الشيخ أبو جعفر اتصل بي أحد
الإخوة ويقولون بعد يومين نصعد إذا أمكن نريد عباس معنا يصعد بوقتها عرفت انه نفسه
سعد هميلي هو ذلك الذي اتصل بأخي فطلبت منه أن نصعد بعض الإخوة ممن يريدون
المشاركة والى الآن هم معنا في القوات والشكر لله على ذلك.
على العموم استمرت معهم في بداية الكرمة والحلابسة
والكرغل والكناطر وأيام سامراء.
عرفنا الكثير من المجاهدين وفقدنا الكثير من الشهداء
والدماء وفقنا الله لنبقى على ما يريده الشهداء.
بقيت لمدة سنتين وأكثر في البصرة ومع الإخوة..حتى في
بداية عام 2017 (حوالي الشهر الخامس أو أكثر)، ثم انتقلت مع أخي للنجف الاشرف، فأصبح
وضع الالتحاق مع الإخوة في البصرة صعب من ناحية الطريق المتعب البعيد.
أصبح التحاقي مع الإخوة في بغداد بالخصوص مع الأخ
المجاهد القائد أبو كميل السراي عرفته مجاهد وواعي لم يتكاسل عن السؤال عن أوضاعنا
وافتقادنا في تلك الفترة في وقتها كان العمل الجهادي في البداية يعتمد على نوعين
عمل مدني عند الرجوع من القاطع وعمل عند القاطع حسب التكليف لا أكثر..
في البصرة كان عمل حركي لابأس به بالرغم من قلة الإمكانيات
أما في النجف أيضا بخصوص الشهداء والزيارات((والكثير من التجارب المقربون يعرفون
ما اقصده)).
لم يكن هناك كلل وملل لكل الأحداث التي مررت بها، لأننا
جعلنا أعيننا في عين صاحب الزمان عج. وجعلنا المصلحة العامة أهم عواملنا. وفي تلك
الفترة((عندما كنت في النجف)) لا أنسى دور الأخ المجاهد حيدر علي المحمداوي (أبو
محمد)الذي كان له دور في أوضاعنا من النواحي المطلوبة والتوجيهات المنفعة في توثيق
كل ما نمر به وشرح ما يمر بنا لمن يسمعون وينصحون.كانت مرحلة نقية لطيفة بكل معنى
من الجهاد بالرغم من الشوائب على كل حال أتممنا الجهاد من البداية (بنسبة لنا) من
الكرمة وعمليات تحرير الفلوجة وسامراء والشرقاط وووو الخ،، وهذا شرف ما بعده شرف
للمجاهدين والى الآن نحمل هذا الاسم وهذا الفخر عسى أن يتقبل الله منا القليل.
عباس المحمداوى
2019/6/16
0 تعليقات