الحلقة الثالثة
الفتوة
في القرآن
دراسة
مقارنة لمعاني الفتوة ومشتقاتها في ضوء القرآن الكريم
صبيح البخاتى
قوله تعالى : (( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز
تراود فتاها عن نفسه . . )) يوسف / ٣٠
ابتدأت قصة مراودة النبي يوسف عليه السلام عن نفسه مع زوجة العزيز بالتحديد في قوله تعالى : (( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين )) يوسف / ٢٢
وبعدها مباشرة يأتي قوله تعالى : (( وراودته التي هو
في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب . . )) يوسف / ٢٣
إذن كان وقت المراودة بعدما أعطى الله تعالى ليوسف
صحة الحكم على الأمور وعلما شاملا مطلقا اعم من تأويل الرؤيا أو العلم بالحياة
وأحوالها فاللفظ عام ويشمل الكثير وكأن ذلك جزاء إحسانه في الاعتقاد والسلوك كما
يعبر سيد قطب في ظلاله ويضيف عن ذلك :
وعندئذ تجيئه محنة ثانية في حياته وهي أشد وأعمق من الأولى
تجيئ المحنة وقد أوتي صحة الحكم وأوتي العلم وينجو منها جزاء إحسانه الذي سجله
الله تعالى في قوله : (( وكذلك نجزي المحسنين ))
وبلوغ الأشد أن يعمر الإنسان ما تشتد به بدنه ويذهب
به صباه عندها يكمل العقل ويتم الرشد .
هذا ما ذهب إليه محمد حسين الطبطبائي في ميزانه
واستدل على ذلك بقوله تعالى في موسى : (( ولما بلغ أشده واستوي آتيناه حكما وعلما
)) القصص ١٤ .
حيث دل على التوسط في قوله (( واستوي )) وقوله ((حتى إذا
بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني)) الأحقاف ١٥.
فلو كان بلوغ الأشد هو بلوغ الأربعين لم تكن حاجة إلى
تكرار قوله بلغ ..
كما أن من المضحك أن تصبر امرأة العزيز عن يوسف حتى
بلوغه الأربعين من عمره الشريف.
أما تفاصيل عمر يوسف وعمر زليخا زوجة العزيز سنكمله
في حلقة قادمة انتظرونا في في بحث ممتع جدا ..
الحلقة السابقة:الحلقة الثانية الفتوة في القرآن الكريم
0 تعليقات