آخر الأخبار

جواسيس فوق الرمال التاريخ السري للموساد الإسرائيلي




جواسيس فوق الرمال التاريخ السري للموساد الإسرائيلي






إنشاء جهاز الموساد

على أثر الاشتباكات التى حدثت بين الفلسطينيين والمهاجرين الصهاينة فى القدس سبتمبر 1929، اجتمع قادة المهاجرين " الييشوف " وقرروا إنشاء جهاز للمعلومات يوفر لهم الحماية والإنذار المبكر من العرب .
بدأ اليهود عملهم فى هذا المشروع بتدوين كل أسماء الباعة الجائلين وماسحي الأحذية فى القدس، وضباط الانتداب البريطانى، وطلبة كلية الروضة العربية، والمدرسين، ورجال الأعمال .

وفى خط مواز بدأ اليهود أيضا فى تكوين نواة جيش كبير معتمدين على " الهاجناه" باعتباره ميليشيا مسلحة وسرية متخفية كالثعالب الماكرة ، والهاجاناه تعنى بالعبرية ( الدفاع) ومن هنا جاء اسم جيش هذا الكيان .

واتسعت شبكة المعلومات تلك لتشمل أكبر قدر من جامعى المعلومات، وقد أنشئت إدارة سياسية متخصصة فى بث الإشاعات وروح الفرقة والشقاق بين الفلسطينيين عن طريق معلومات مضللة ومكذوبة .
وفى 1942 اجتمع قادة " الييشوف" وعلى رأسهم ديفيد بن جورين واسحق ربين واتفقوا على استقبال اكبر عدد من المهاجرين الأوربيين وتوسيع قدرات مخابرات " الهاجاناه" وتجنيد اكبر عدد من المخبرين، وتكوين شبكة جديدة للتجسس عرفت باسم " ريجول هجدى" وكانت تخضع لقيادة محارب فرنسى سابق يعمل تحت ستار مندوب مبيعات متجول !!

وبدأ الوحدة فى تنفيذ وقتل اليهوديات اللاتى يقمن بمعاشرة ضباط الانتداب، وأصحاب المقاهى والحوانيت من اليهود من لهم علاقات مع قوات الانتداب، وكان المحكوم عليه يتم القبض عليه ويضرب برصاصة فى مؤخرة الرأس وهذا هو أسلوب الموساد الذى عرف بعد ذلك بأنه أسلوب العنف بلا رحمة ولا هوادة .

وفى عام 1945 ضمت الهاجاناه وحدة مسئولة عن شراء السلاح والعتاد، وتم شراء أسلحة الجيش الايطالى والالمانى من ضباط معركة العلمين فى مصر وتم نقله عبر الصحراء الغربية الى سيناء ومنها الى فلسطين .

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التحق عدد من ضباط المخابرات الأوربيين بالهاجاناة لتزويدهم بالخبرات اللازمة .

مع حلول عام 1946 كان بن جورين يخطط لحرب مزدوجة ضد الانجليز والعرب فى آن واحد مستفيد من زيادة عدد المهاجرين ومن تخزين كميات كبيرة جدا من السلاح .

وبدأت حرب وحشية ضد الفلسطنين والانجليز، ورفض بن جورين أى وقف للحرب الا بعد السماح بدخول اكبر عدد من المهاجرين اليهود وهو الشرط الذى رفضت بريطانيا وحتى بعد محاولة أمريكا للتدخل رفضت بريطانيا السماح للمهاجرين دخول فلسطين ولكن فى فبراير 1947 وافق الانجليز على شرط بن جورين .

وبدأ بن جورين يخطط لفكرة اعلان الكيان وما سمى بحرب " الاستقلال" والذى اعتمدت على أعداد المهاجرين والسلاح والمعلومات الدقيقة لقوة الخصم وخططه وأهمهم مصر والأردن ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد .

بل إن جهاز مخابرات الهاجاناه خطط لإحداث وقيعة بين مصر والأردن حول هدف كل بلد من الحرب وبث معلومات مغلوطة حول طموح كل بلد فى فلسطين، ولكن هذه الخطة لم تجد ثمارها وعليه دب الخلاف داخل جهاز الهاجاناه.

وعلى اثر ذلك كون بن جورين بوصفه اول رئيس وزراء للاسرائيل خمسة أجهزة أمنية ومعلوماتية ويكون دورها مثل جهاز الأمن الفرنسى والانجليزي ويكون لها علاقات مع مكتب الخدمات الإستراتيجية الامريكى وهو النواة الأولى للمخابرات المركزية الأمريكية، ولكن هذه الأجهزة الخمس ظل فى حالة صراع بينها وبين بعضها البعض .

وفى مارس 1951 استدعى بن جورين مديري الأجهزة الخمس فى مكتبه واخبرهم بعزمه على تركيز نشاط الاجهزة على جمع المعلومات من خارج إسرائيل وان يعمل الجميع فى جهاز واحد تحت اسم " معهد التنسيق " وخصص لهذا الجهاز مبلغ عشرون إلف جنية اسرائيلى ينفق على هذه العملية شرط الحصول على اذن مسبق بأى عملية، وان يكون اسم هذا الجهاز فى التعامل اليومى " الموساد "، وان تشرف وزارة الخارجية على هذا الجهاز من الناحية الادارية والسياسية وان يتكون من ضباط " الشين بيت " الأمن الداخلى، وأمان وهو جهاز المخابرات العسكرية، ومخابرات القوات الجوية، ومخابرات القوات البحرية، وفى حالة الخلاف يرد الامر الى مكتب رئيس الوزراء ، وتم تعين أو رئيس للموساد وهو " ريئوفين شيلوح" ...

الحلقة القادمة شبكة الموساد فى العراق ...








إرسال تعليق

0 تعليقات