آخر الأخبار

سيد قطب (2) ردا على صالح عوض





سيد قطب (2)
ردا على صالح عوض

محمود جابر

ونحن فى أجواء محرم، ذلك الشهر الذى اجتمعت فيه الأمة على مقتل النقي التقى ابن الزهراء البتول وابن على الفتى، تحضرنى مقولة بعض من حاولوا التغطية على الجريمة بقولهم " سيدنا قتل سيدنا"!!

أبدا ... لا يمكن أن يستوي قاتل ومقتول، لن نضع حسينا ويزيد فى كفة واحدة، ولا الإخوان ومصر فى خط سواء، ولا الخير والباطل فى جراب واحد ...

ويوم قتل الحسين – رغم ظن البعض أن كلامي خارج السايق – لم يستطع أحدا أن يقول أن الأمة تعيش جاهلية، ولم يقلها الحسين، الحسين خرج للإصلاح ...


الجاهلية يا صديقى العزيز صالح مصطلح يوازى كلمة الردة، وهو المصطح الذى استخدمه مفكركم التكفير سيد قطب، ولم يقصد أن الأمة متخلفة ولا مخترقة ولا منهارة لم يقصد قطب هذا لماذا لان قطب وجماعته هم أول من تحالف مع الإنجليز، وأول من تحالف مع الأمريكان وأول من تحالف مع شركة قناة السويس الاستعمارية والتى منحت حسن البنا ثمن تأسيسه لجماعة الإخوان التى نشأت فى المدينة التى تحكمها شركة قناة السويس ( الاسماعيلية)...

وسوف أذكرك يا صديقى بأمر هو ....  لما بدأت الثورة الفلسطينية بحمل السلاح ضد الصهاينة تزامل فى صفوف الثورة شيوعيين وقوميين ومسلمين ومسيحيين وغير دينيين حاربوا العدو من بيروت ومن الضفة بشرف وبطوله لم يتهم أحد فى شرفه الوطنى النضالى حتى جاء الإخوان بعد الانتفاضة الأولى وأطلقوا فريتهم بأن فلسطين تحررها اليد المتوضئة ....

 فهل راشيل كورى وجورج حبش متهمين من وجهة نظرك ومن وجهة نظر الجماعة التى تدافع عنها بأنهم غير مخلصين لقضية فلسطين ؟!

الإخوان يا صديقى هم من أخذوا الشارع العربى والشارع المصرى والشارع الفلسطينى من ساحات فلسطين إلى ساحات أفغانستان وإن لم تعرف فاسأل عبدالله عزام الفلسطينى الإخوانى ...

وحتى لا نتوه من بعضنا البعض وتتهمنى بأني تارة أشرق وأخرى أغرب سوف أحيلك فى قضية سيد وتكفيره إلى أخوانه وجماعته فهم أعمل بما قال وما كتب ....


سيد قطب والإخوان :

لم أكن أنا أول من اتهم سيد قطب بالتكفير ولا التطرف ولم يكن الناصريين كتيار هو أول من اتهم – شهيدكم – بل جماعة الإخوان ومرشدها الثانى هم من قاموا بالرد على قطب ..

فقد شب خلاف واسع بين أعضاء جماعة الإخوان على فكر سيد قطب منذ كان في المعتقل، وقد ظهرت بعض الأنوية "التكفيرية" المنتسبة إلى الإخوان في ليمان طرة، فأرسل إليهم الهضيبي إما أن يتراجعوا عن فكرهم وإما أن يفصلهم من الجماعة [1]، وقد أرسل إليهم المستشار سالم البهنساوي والدكتور عبد العزيز كامل العضو السابق في التنظيم الخاص لمناقشتهم، ليتناقش سيد قطب مع قادة من الإخوان مثل سالم البهنساوي وفريد عبد الخالق سكرتير البنا السابق.

 ويذكر بعضهم أن سيد قطب أعلن حينها أنه ما قصد تكفير المجتمعات بالعموم، لكن الخلاف بين قطب وتيارات من الإخوان ظل قائما في المعتقل.

كتب الهضيبي بعد ذلك رسالة بعنوان "دعاة لا قضاة" بعد موت قطب ليرد على التكفير الذي استشرى بين الإخوان في هذه الفترة، وتبناه عدد من المقربين من قطب، في المعتقل.

ولم يكن الهضيبى هو أول من انتقد قطب من الإخوان فها هو القرضاوى ذاته يقول في مذكراته "سيرة ومسيرة" أن سيد قد أخطأ العبارة والمعنى ولم يكن موفقا في كتاباته بشأن المجتمع والعصبة المؤمنة، ويقرر القرضاوي بوضوح تحت عنوان "وقفة مع سيد" بأن فكر سيد اقترب من "تكفير المجتمع، وتكفير الناس عامة؛ لأنهم "أسقطوا حاكمية الله تعالى" ورضوا بغيره حكما، واحتكموا إلى أنظمة بشرية، وقوانين وضعية، وقيم أرضية".


ويستكمل القرضاوى موضحا فيقول أن كلام سيد متناقض ويرد بعضه على بعض، يقول القرضاوي: "فأنا أخالفه في جملة توجهاته الفكرية الجديدة، التي خالف فيها سيد قطب أفكاره القديمة.. وعارض فيها سيد قطب الثائر الرافض سيد قطب الداعية المسالم، أو بإسقاطها على كتبه، فإن سيد قطب صاحب "العدالة" عارض فيها سيد قطب صاحب "المعالم"" [2].

ولا أدرى هل صديقى الكاتب الفلسطينى الفتحاوى أكثر إخوانية من الإخوان أنفسهم حتى يخرج لنا سيد قطب جديد...
وحديث بقية ..

1-      الأعمال الكاملة عبدالله عزام
2-       يوسف القرضاوى ... وقفه مع سيد قطب












إرسال تعليق

0 تعليقات