سيد قطب
....
اشتباك ردا على صالح عوض ومحمود جابر
د. محمد إبراهيم بسيونى
عميد طب المنيا السابق
سيد قطب ملهم داعش والسرورية والإخوان المسلمين يختلفون في
الطرق ويجتمعون في الفكر والطريقة والأسلوب داعش من أهل العالم من قال أنهم خوارج
ومن أهل العلم من قال أن الإخوان المسلمين مبتدعة.
نعم منبعهم واحد
وهو سيد قطب وكتبه وأفكاره ولكنهم يختلفون فقط في الأسلوب. تصنيف الإخوان المسلمين
داعش ليسوا من الإخوان المسلمين كـتنظيم ولكنهم منهم كـأخوة في التوجه والمنهج
والفكر لذلك هم دائماً أقرب الناس لهم وهذا ما فعله الدكتور محمد مرسي عندما حكم
مصر أخرجهم من السجون وقربهم إليه وأمدهم بالمال والسلاح وأعطاهم أرض في سيناء وعينهم
بالوظائف حتى يكونوا له كـمليشيا كتائب حماس وداعش وكل جماعات الإرهاب ... هذا للتوضيح وللعلم فقط...
سيد قطب :
سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي ٩ اكتوبر ١٩٠٦ - ٢٩ أغسطس
١٩٦٦ كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان
المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان
المسلمين.
عند قراءة كتاب "معالم في الطريق" للأستاذ سيد
قطب، تستطيع ان تجده مكتوبا وكذلك مسموعا على اليوتيوب. الكتاب ألفه سيد قطب في
السجن أيام حكم الرئيس جمال عبد الناصر بعد اعتقاله على خلفية محاولة اغتيال
الزعيم في المنشية عام ١٩٥٤.
الكتاب ليس كما
سمعت يحتاج لاستيعابه معرفة عميقة بالفقه الإسلامي وملكة عالية في الأدب والبلاغة.
الكتاب مكتوب بلغة بسيطة وواضحة وأفكاره هي الأخرى واضحة ومباشرة.
لا يمكن فصل الأفكار
الواردة في الكتاب، ومعظمها ليست بجديدة او مبتكرة، عن الوضع النفسي لسيد قطب وهو
يعاني تجربة السجن ولا عن مجمل خلفيته الحياتية وخاصة سفره لأمريكا ومكوثه لمدة سنتين
والإحباط الذي اعتمله من النظام الرأسمالي والحياة الأمريكية وكذلك خيبة أمله في
ثورة جمال عبد الناصر التي ساندها بقوة دون ان ترضخ لرغبته في تولي وزارة المعارف
ناهيك عن تحوله السريع عن الفكر الماركسي بتأثير الأستاذ عباس محمود العقاد.
يغلب على الكتاب الطابع الإنشائي العاطفي الذي يخاطب عقول
وعواطف الشباب ويدور بمجمله حول عدد من الأفكار التي تشكل خلاصة الكتاب وعصارته.
الكتاب لا يخرج من دائرة الصراع مع النظام الناصري رغم انه لا يشير له بالاسم.
"لا حكم الا لله" العبارة التي شهرها الخوارج بوجه الإمام علي في صفين
يكررها السيد قطب في هذا الكتاب كثيرا ويدور حولها جزء مهم من هذا الكتاب وهو
يعتبر ان اي مجتمع لا يعمل بهذا المبدأ الذي يسميه مبدأ الحاكمية لله، هو مجتمع
جاهلي وغير متحضر ثم يستنتج ان كل المجتمعات الحاضرة هي مجتمعات جاهلية وغير
متحضرة. ويذهب سيد قطب بعيدا فيتهم كل من يتبع قانون او نظام ليس من عند الله
بالكفر.
يتحدث السيد قطب
عن القرآن الكريم وانه أحاط بكل مسائل الحياة.
ويدعوا سيد قطب الى جهاد الكفار في كل مكان وينفي بشكل
قاطع بل يسخر ممن يحصر الجهاد في اطار الدفاع عن النفس.
والخطير في الأمر ان الكفار الذين يقصدهم السيد قطب هو كل
المجتمعات الحالية بما فيها المجتمعات الإسلامية التي هي بنظره مجتمعات جاهلية
ايضا.
ويعتبر سيد قطب
جيل المسلمين الأوائل جيل قرآني فريد لأنه لم يقرأ سوى القرآن وان كل الفساد الذي
انتاب الأجيال اللاحقة هو بسبب الانفتاح على الفلسفة والأفكار الواردة من الخارج.
ولكي يرتقي الجيل الحالي الى مستوى جيل المسلمين الأوائل
فعليه ان يلجأ الى العزلة الشعورية فلا ينهل الا من القرآن ويعزل نفسه عن الأفكار
والفلسفات ومجمل النتاج الفكري الإنساني.
وعليه ان يقبل على القرآن ليس بقصد الامتاع والتذوق بل
بقصد تلقي الأوامر.
ويكرس السيد قطب جزء من كتابه للحديث عن الأمة الإسلامية
على انها الرابطة الوحيدة التي تلائم روح العقيدة الإسلامية وعلى المسلم الحق ان
ينبذ الانتماءات العشائرية والعصبية القومية وفي هذا إشارة واضحة لمشروع جمال عبد
الناصر القومي. وهو بهذا يستخدم سيد قطب موضوع القومية العربية وموضوع تكفير
الدولة التي لا تعمل بشريعة الله في صراعه المرير مع جمال عبد الناصر.
سيد قطب لم يكن منتميا الى جماعة الإخوان المسلمين قبل
ثورة يوليو ١٩٥٢ بل انتمى إليها لاحقا ولم يكن في يوما ما مرشدا لها بل كانت
كتاباته تحظى بمباركة المرشد حسن الهضيبي رغم اعتراض بعض قيادات الإخوان عليها.
0 تعليقات