الفرج الحقيقى هو معرفة القيادة الحقيقة( 3)
الشيخ عبدالهادي الزيدي
"الدرس الثاني"
((العلاقة بين الفرج والدنيا))
.
ان من يسأل هذا السؤال قد
يتوقع ان تكون الإجابة بطريقة معينة مثل يعدد له بعض العلامات الكونية أو
الاجتماعية أو يحدد ضوابط معينة يجب توافرها في المجتمع وغيرها من الإجابات ، أما أن
يكون الجواب بهذا النمط فأنه غير متوقع ،
فما العلاقة بين الفرج وبين
طلب الدنيا ؟؟
ومن المفروض ان طلب الفرج
والسؤال عنه مطلب ديني يقع تحت خانة الدين وليس الدنيا بحسب الظاهر ، إذاً لِمَ الإمام
(ع) قال لابي بصير وأنت ممن يطلب الدنيا ؟
الجواب الأول :
نتيجة الظلم والاضطهاد الذي
عاشه أئمة أهل البيت (ع) من قبل بنو أمية و بنو العباس يأتي السؤال عن الفرج بمعنى
متى ينتهي الظلم بقتلكم تارة وبأبعادكم عن قيادة الأمة وحكمها ظاهريا تارة أخرى؟
ولعل التساؤل الأكثر وضوحاً هو
متى الفرج بمعنى ان الفرصة سانحة للحكم ،
ولعل هذا التساؤل تزامن مع
الانقلاب على دولة بني أمية ، ومراسلة أبو سلمة الخلال وأبو مسلم الخراساني مع الإمام
الصادق (ع) .
فقد وجه سدير الصيرفي له
سؤالاً مماثلاً عن عدم قيام الإمام الصادق (ع) بالأمر بخاصة وهم قد سمعوا بمراسلة
قادة الجيش المنقلب ، وقول سدير : ان لك مئة ألف سيف أو مئتي ألف يمكن القول انه
عنى بهم جيش ابو مسلم الخراساني .
فجاءت إجابة الإمام (ع) على أبي
بصير بهذا الأسلوب اي ان من لوازم هذا الحكم هو الدنيا ولو عرفتم أئمتكم فان هذا
الظلم والاضطهاد انما هو زائل والأئمة (ع) يعيشون بأجواء مختلفة عما يعرفه الناس ،
وخير مثال حينما انزلوا الإمام الهادي (ع) خان الصعاليك .
وبالوقت نفسه فان الإمام
الصادق (ع) أجاب عن تساؤل سدير الصيرفي بنمط مختلف حينما قال له لا يوجد العدد
الكافي للقيام بالأمر اي انه قصد قلة الأشخاص الواعين والمخلصين القادرين على إدارة
الدولة .
او انه أراد ان يبين لسدير ان
من قصدهم في كلامه ليس فيهم العدد الذي عناه ، اقصد المئة الف سيف .
وهذه الإجابة نفسها التي رد
بها الإمام (ع) على عبدالله المحض حينما وصل اليه كتاب أبو مسلم الخراساني : ( ثم
اتى عبدالله بن الحسين فقبل كتابه ، وركب الى جعفر . فقال جعفر : أمر جاء بك يا
ابا محمد لو اعلمتني لجئتك . فقال: واي امر هو ؟ مما يجل عن الوصف . فقال : وما هو
؟ قال: هذا كتاب أبي سلمة يدعوني الى الأمر ، ويراني أحق الناس به ، وجاء به
شيعتنا من خراسان فقال له جعفر (رض) : ومتى صاروا شيعتك ؟ أنت وجهت أبا مسلم الى
خراسان ، وأمرته بلبس السواد ؟ أتعرف احداً منهم باسمه ونسبه ؟ قال: كيف يكونوا
شيعتك وأنت لا تعرف واحداً منهم ولا يعرفونك ؟) .(الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي
ج2ص349)
لذا فان المرجع اليعقوبي يرفع
اول شكوى نيابة عن الإمام المهدي (ع) وهي الجهل بقضيته ..
..
كتاب القيادة الدينية الواعية
المنهج والتحديات ج1ص120
....
0 تعليقات