آخر الأخبار

مواقف خلدها التاريخ






مواقف خلدها التاريخ (2)



حيدر الزيدي


 الموقف الثالث :

النبي الأكرم صلى الله عليه واله يحدد صفات القائد ( بحبه لله ورسوله) .
في العام السابع للهجرة قرر النبي الأكرم صلى الله عليه واله ان يتوجه مع جيش المسلمين  الى قلاع خيبر التي كانت تهدد المسلمين وتعد قوة عسكرية خطيرة خاصة بعدما آوى يهود خيبر  رؤساء يهود بني النضير الذين أخرجهم الرسول (ص) من المدينة، وبدءوا بتحريض بعض قبائل العرب ضد المسلمين.

فعسكر النبي (صلى الله عليه واله) والمسلمون قرب خيبر في شهر محرم ، وكان النبي قد دفع الراية إلى ثلاثة من أصحابه من المهاجرين ، فلم يصنعوا شيئاً، ورجع كل منهم إثر الآخر يستبطئ أصحابه، ويوبّخون بعضهم ويتلاومون، فغضب النبي ص وقال :

{ ما بال أقوام يرجعون منهزمين، يجبنون أصحابهم! أما والله لأعطين الراية رجلاً يحبُّ الله  ورسوله ويحبّه الله ورسوله، کرّاراً غیر َ فرّار ، يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه، وميکائيل عن يساره } .

فتطاولت أعناق أصحاب محمد ص ، وباتوا متشوقين، يحدّثون أنفسهم فيمن وعد النبي بتحقيق الفتح على يده، ويتمنون نيل شرفه  فقال ( الثاني): فما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم ، فلما كان من الغد أرسل النبي صلى الله عليه واله  إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو يطحن الشعير، وبه رمد ووجع بالعين لا يكاد يُبصر كان قد لحقه من جرّاء دخان الحصون .

فغدت قريش يقول بعضهم لبعض: أمّا عليّ فقد كفيتموه، فإنه أرمد لا يبصر موضع قدمه .

فلما أصبحوا وأرسل النبی ص إلى عليّ ع ، تفِل (ص) في عينيه فبرأ من ساعته ودفع اللواء إليه وأمره أن يمضي بها، ولا يلتفت، ودعا له ومن معه من أصحابه بالنصر فما رجع حتى فتح الله على يديه وقد قلع باب الحصن بيديه .

الموقف الرابع :

 أمير المؤمنين عليه السلام يرفض المعونة العسكرية من أبي سفيان ويخمد الفتنة .
في يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه واله والقوم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة ليأمِّروا عليهم أميراً تاركين كتاب الله خلف ظهورهم ( منقلبين على أعقابهم) منشغلين بالدنيا وحطامها ، كان أمير المؤمنين عليه السلام  مشتغلاً بتجهيز رسول الله صلى الله عليه واله ، واذا  بأبي سفيان يدخل على أمير المؤمنين عليه السلام وينادي{ يا علي امدد يدك لأبايعك فإنها اليكم بنو هاشم ، أما والله لو شئتم لأملأنها عليهم خيلاً ورجالاً، فناداه أمير المؤمنين (ع )ارجع يا أبا سفيان فوالله ما تريد الله بما تقول وما زلت تكيد الإسلام  - وانك تبغي الفتنة - .. }
فأحبط الإمام أمير المؤمنين عليه السلام محاولة المنافق ، ورفض بيعته ونصرته  لخبث نواياه وغاياته الدفينة ولئلا يبقى في عنقه دين له .
الموقف الخامس :

الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام يرفض تغيير الدستور الإسلامي وإدخال البدع فيه .

في العام الثالث والعشرين للهجرة توفي الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وقد أوصى بان يعين الخليفة بعده بالشورى بين أهل الحل والعقد ، مخالفاً بذلك الطريقتين الماضيتين في تنصيب الخلفاء .

الأولى :  تنصيب الخليفة أبي بكر في بيعة سقيفة بني ساعدة .

الثانية : تنصيبه كخليفة بوصية مباشرة من أبي بكر دون الرجوع الى رأي عموم المسلمين .

فقرر عمر ابن الخطاب من الآن فصاعداً يجب تعيين الخليفة بحسب رأي المسلمين ومشورتهم، فاختار شورى من ستة أشخاص حتى يعيّنوا من بينهم أحداً لتولي الخلافة على المسلمين، وهم: عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام  وسعد بن أبي وقاص و عبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب ، وجعل الكفة في جانب عبد الرحمن بن عوف ، فلما اجتمع الستة نظر ابن عوف الى علي ابن أبي طالب (ع) وقال له ( امدد يدك لأبايعك على ان تسير بكتاب الله وسيرة النبي ص وسيرة الشيخين ) فرد أمير المؤمنين ع ( بل أسير بكتاب الله وسيرة رسول الله ص) ، فأدار ابن عوف وجهه صوب  عثمان بن عفان وقال له ما قال لعلي فوافق عثمان وقبل البيعة وتنصب خليفة على رقاب المسلمين   .

فكان رفض الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لإدخال (سيرة الشيخين) في الدستور الإسلامي واعتبارها ركناً من أركان تنصيب الخلفاء، وقفة لتصحيح مسار الرسالة السماوية وطرداً لكل البدع التي أسسها الدخلاء والمنافقون .


إرسال تعليق

0 تعليقات