أزمة فهم أم أزمة
أدوات ؟
علي الأصولي
ما نواجهه بقبول دعوات إعادة القراءة الدينية والمذهبية هو بالحقيقة إعتراف
ضمني بوجود أزمة في نطاق الفكر الإسلامي وما أنتجه منذ قرون خلت،
هذا الفكر إن صلح لمرحلة أو لمراحل فهو لا يصلح لمطلق المراحل على طول
الزمان، ومرجعية الأزمة بحسب فهمي مقصورة على الأدوات، وأدوات الفهم التي ليس لها
قابلية وقدرة على شرح وتفسير النص في طول وعرض الأزمنة،
ومن هنا كنا وما زلنا من الدعاة تحديث الأصول والمفاهيم المركزية للعبور من
هذه الأزمة،
وأما إذا أغلقنا الباب فنحن نواجه تحديا حضاريا لفكر متغلب بالقوة المادية
ومحاولة هيمنته للمساحات البشرية الفكرية العامة، يحاول جاهدا وأن يروض الإسلام
وتكييفه والواقع،
المشكل الذي نواجهه لا بمطلق الأدوات
المعرفية بل في بعضها وإما القول كون الأزمة تشمل كل الأدوات فإثبات هذا الأمر
دونه خرط القتاد وأن سلمنا جدلا والأشكال كون كل الأدوات محل توقف ونظر فهذا يعني
الارتباك يكون بالحقيقة في أصوله وأدواته مضطردا منذ نزول النص، وليس وليد تطور
فكري مرحلي حداثوي، وهذا الأمر معلوم العدم
حاول ويحاول الاتجاه التنويري بكل ثقله وما يملك من زخم إعلامي أن يفصل
الدال عن المدلول، وإنتاج صياغات أخرى للمعاني وللدلالات وتعويم التفسيرات
ومناداتهم بصوت عال بفشل الوعي ومنظومة الأفهام الماضوية، وإصرارهم على تخريف
مقولة اليقين،
أنطلاقا من مبدأ اللاقطعي التفسيري وما كان قطعيا عند الشيخ الطوسي ليس
بقطعي عند الشيخ المفيد مثلا، وهو تجسيد واضح لفكرة النسبية المعرفية،
والغريب بأنهم حاولوا إغماض النظر عن طبيعة القطعيات التي كانت محل وفاق
عند الأوائل، واختلافهم ليس بنفس القطعيات بقدر ما هو إختلاف بمحددات هذه القطعيات
فقط،
والأخذ بمقولة النسبية في التشريعيات مثلا لا تستقيم ومخرجات اللغة وأدوات
الفهم كما أنها تفترض إجتماع الضدين،
وعليه ان الزعم بأن التنوير جاء لتحرير الإنسان من اسراراته المذهبية هي
خديعة بحسب التتبع،
والسير وهذا الاتجاه لا يوجد فيه إلا إسلام ذا طقوس محددة ومذهب منصهر
بهويات المذاهب الأخرى ليس فيهما روحانية ولا يوجد فيه رجال الغيب،
(ما جئتم به السحر إِن الله سيبطله إِن الله لا يصلح عمل المفسدين )
0 تعليقات