آخر الأخبار

نحو فهم آخر : وهم المعرفة (2)











علي الأصولي



المثل الأفلاطونية، هذه النظرية وأن كانت لم يتم فيها توضيح هدف النظرية بشكل ملحوظ وبين، إلا أنها تهدف إلى شرح طبيعة الوجود وماهيته وما يتعلق به،


فهي بالتالي تعني وتهدف إلى إرساء نظرية ( وحدة الوجود ) وهذا ما بينه بوضوح مجدد النظريات الافلاطونية، الفيلسوف افلوطين في مدرسة الإسكندرية، واجد أن أفضل من طرحها بشكل واضح هو الملا صدرا في أسفاره،


نعم: لم يكن دور من حسب على المدرسة الافلاطونية إلا كونهم شراح بما فيهم الملا الشيرازي، وجاء بعده دور من آمن بمدرسته إذ أنهم شراح عبارات وليس للإبداع طريقا في تراثهم،


مفاد النظرية هو كون الحقيقة واحدة والاحدية أصلها ومنشأ ما تراه في عالم الكثرة، وكل ترشيح فيضي فهو صادر من هناك فهو المبدأ وإليه المصير، وهذه الترشحات جاءت عن طريق الخط النزولي الوجودي المعبر بلسانهم ( قوس النزول ).


وبعد إتمام الغاية والفائدة من العوالم التي يمر بها الإنسان بتعقل وجوده ابتداءا وانتهاءا يلحتق بالمبدأ الأصلي حيث الوطن الام، ( أرجو أن تكون أو يكون هذا الشرح واف بالمقصود فانا بالتالي ليس من أهل صنعتهم ).


لم يجد الملا الشيرازي إلا الالتزام بنظرية المثل ووحدة الوجود، وهذا الإلتزام ليس منشأه عقلي برهاني، وأن صاغ النظرية وفق عبارات عصره من أهل الفن، بل كان منشأ الالتزام هو تأثره بآراء وأفكار ابن عربي الذي كان موضع اهتمام عند الكثير ممن اشتغلوا بالفلسفة، ومنهم الملا الشيرازي، ( واقعا لا أعلم هل حصل له كشف ذوقي ام انه تأثر بمذهب ابن عربي ) بالتالي التزم انطلاقا وقوله تعالى ( كل شيء هالك إلا وجهه ) إذ لا موجود إلا الله حقيقة وواقعا،


إذن أين البقية، بقية الموجودات؟


وهنا إما ان يلتزم بوهميتها أو بنظرية وحدة الوجود والالتزام الثاني أهون وأوفق برأيه من الرأي الأول السوفسطائي،


والحق يقال: إن الرأي الأول يراجع للثاني إذ أن الملا لا يرى( لماهيات الإمكانية ) إلا اعتبارات وهمية فلا السماء ولا الأرض، ولا ما بينهما إلا أمور عدمية،


يبدو لي بأن المشكلة التي تورط بها الحكماء هي مشكلة كيفية نشوء الخلق، فلا يمكن الإيمان بأصالة الأشياء أو ( الماهيات ) وبين الفهم الكلامي وخلق الأشياء بكلمة منه ومن العدم،


ببنك بين نفسك هل لك أن تلغي أصالة ماهية المحسوسات التي بجانبك وإمامك وخلفك بل وشاشة جهاز موبايل وحاسوبك؟


نعم كما أنه لا يمكن إلغاء هذه الأشياء وعدم احتسابها موجودات إلا بعد تصور موجدها وهو الإنسان، كذلك الأشياء الوجودية الطبيعية لا يمكن وصفها بمفردها إلا بمعية إرادة إلهية حقانية أخرجتها من القوة للفعل،


ومنه تفهم المغايرة بين وجود وآخر، بعيدا عن فهم وجود واحد وأن تعدد المراتب التشكيكية.




إرسال تعليق

0 تعليقات