أحمد مبلغي⧪
٣. التطبيق وفقا للظرف.
إن المقصود من الظرف هنا، هو الظرف الاجتماعي لوقت تنفيذ النص وليس الظرف
الاجتماعي لوقت تشريع النص وتكوينه.
هذه إحدى مبادرات الشهيد الصدر، حيث ألقى نظرة دقيقة الى عملية تطبيق النص،
ورأى أنه قد يتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار الظروف الاجتماعية للمجتمع الذي نريد
تطبيق النص فيه، وأنه إذا لم ننتبه لهذه الظروف، ففي الواقع، لا يتم اجتهادنا -الذي
يتضمن عملية التطبيق- بشكل دقيق.
وطبعا هذا ليس لـ "كل نص"، وتفصيل الكلام في ذلك موكول الى محله.
إليك كلام الشهيد الصدر في ذلك، يقول:
"والأحكام الشرعية على الرغم من كونها ثابتة قد يختلف تطبيقها تبعا
للظروف من عصر إلى عصر .... فمثلا الشرط الضمني - على حد تعبير الفقهاء - واجب
ونافذ وهو كل شرط دل عليه العرف العام وان لم يصرح به في العقد ولكن نوع هذه الشروط
- لما كان العرف هو الذي يحددها - تختلف فقد يكون شئ ما شرطا ضمنيا مع العقد في
عصر دون عصر" (الفتاوى الواضحة، 1 : 13).
في الواقع، هذه واحدة من النقاط الأساسية في تفكير الشهيد الصدر، فما يقدمه
الشهيد بعنوان "التطبيق المطابق للظروف"، هو زاوية جديدة فتحها لنا
لنعمم فكرة "امتلاك النص للمرونة"، الى نوع جديد من المرونة، تحدث في
مرحلة التطبيق؛ لذلك يمكن أن نسميها "المرونة التطبيقية".
ترتبط وتلتصق هذه المرونة للنص - مثل كل المرونات الأخرى المتصورة للنص- بالظروف
الاجتماعية. بالطبع ، بالظروف الاجتماعية لوقت التطبيق، وليس لوقت التشريع.
وهذه المرونة يجب البحث عنها كي نحولها إلى منظور نظري وفكري وشفاف؛ ببيان
آخر، يبدو أن هذه الزاوية التي فتحها وبادر بها، يجب فحصها ودرسها حتى تصبح
أبعادها ومجالاتها ونطاقها أكثر وضوحا ، وبالطبع ذكر الشهيد الصدر أبعادا مهمة من
ذلك في أصوله.
مرجع دينى إيرانى
0 تعليقات