آخر الأخبار

كتاب جون بولتون مستشار الامن القومي الامريكي السابق (4)





 

 

 

 

 

3. أمريكا تتحرر

 

 

استعرض الفصل الثالث من كتاب بولتون، في بدايته، وقائع لقاء ترامب مع الرئيس الياباني، شينزو آبي، الذي ركز على المسائل السياسية والأمنية، مثل مسألة كوريا الشمالية، وكذلك على الشؤون الاقتصادية والتجارة، مشيرًا إلى أن ترامب أثنى على اليابان بوصفها أفضل حليف للولايات المتحدة، لكنه انتقد في الوقت ذاته هجومها على ميناء بيرل هاربر أثناء الحرب العالمية الثانية (عام 1941).

 

في اليوم التالي، عقد ترامب وآبي مؤتمرًا صحفيًّا، وعدَّ بولتون هذه القمة بمثابة نجاح حقيقي في مسائل فنية، مثل كوريا الشمالية.

 

كواليس الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران

 

انتقل بولتون إلى الحديث عن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، موضحًا أنه لطالما اعتقد أن امتلاك إيران للأسلحة النووية يشكِّل تهديدًا، لأنه ربما يشجع دولًا في الشرق الأوسط، مثل تركيا ومصر والسعودية، على امتلاك أسلحتها النووية، فضلًا عن رعاية إيران للإرهاب في الشرق الأوسط، وتزويد الجماعات الإرهابية الموالية لها بالأسلحة.

 

واستعرض بولتون بعض كواليس الفترة التي سبقت إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق الإيراني، وتحديدًا حين أبلغ الرئيس الأمريكي نظيره الفرنسي عزمه الانسحاب من الاتفاق، رد ماكرون قائلًا: «لا أحد يعتقد أنه اتفاق كافٍ»، وجادل بأنه يجب العمل على «اتفاق شامل جديد». وهي وجهة النظر التي أيدها وزير الخارجية البريطاني في ذلك الوقت، بوريس جونسون.

 

وانتقل المؤلف للقاء ترامب مع ميركل، الذي طلبت فيه المستشارة الألمانية من الأمريكيين عدم الانسحاب من الاتفاق، لكن الحديث عنه لم يكن منظمًا، واتسم رد فعل ترامب باللامبالاة. وفي اللقاء نفسه ردد ترامب جملة يقول بولتون إنه سمعها في مرات لاحقة لا تحصى، وهي: «الاتحاد الأوروبي أسوأ من الصين، هو فقط أصغر منها».

 

4. كيم وترامب في سنغافورة

 

يبدأ الفصل الرابع من كتاب بولتون الجديد مع اقتراب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، حين استأنف ترامب تركيزه على المشروع النووي لكوريا الشمالية، وبدأت الترتيبات لعقد لقائه مع كيم، اللقاء الذي كان ترامب مهتمًّا به منذ بداية حكمه، بحسب ما قاله بومبيو لبولتون، الذي كان متشائمًا حينها لأن كوريا الشمالية سبق لها أن استدرجت الولايات المتحدة ودولًا أخرى إلى طاولة المفاوضات، مقابل فوائد اقتصادية وكسب الوقت، على الرغم من انتهاك التزاماتها مرارًا.

 

ويقول بولتون إن مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي هو الذي قدَّم دعوة كيم للقاء ترامب، ولكنه اعترف بعد ذلك بأنه هو الذي اقترح على كيم أن يدعو ترامب للاجتماع به. ويوضح بولتون أن المغامرة الدبلوماسية كلها كانت مرتبطة بطموحات كوريا الجنوبية إلى الوحدة مع الشمال، وليس بثوابت السياسة الأمريكية تجاه كيم.

 

بولتون يأمل أن ينهار اجتماع ترامب مع كيم

 

كان اليابانيون يرون أنه يتعين على كوريا الشمالية أن تبدأ في تفكيك البرنامج النووي في الحال، على ألا يستغرق ذلك أكثر من عامين من اتفاق ترامب مع كيم، غير أن بولتون كان يرى أن ذلك يجب ألا يزيد على ستة شهور، استنادًا إلى تجربة ليبيا. وحين أشارت اليابان إلى اختطاف كوريا الشمالية لمواطنين يابانيين على مدار سنوات، تعهد ترامب بمتابعة القضية مع كيم جونج أون.

 

يروي بولتون في كتابه أن كيم أراد عقد اجتماعه مع ترامب في بيونج يانج، أو بومنجوم على الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية، وهو ما اتفق بولتون وبومبيو على أنه غير مقبول.

 

فكَّر بومبيو في جنيف أو سنغافورة بوصفهما أفضل مكانين مقبولين، ولكن كيم لا يحب الطيران. كما أن أيًّا من طائرات كوريا الشمالية المتداعية لا يمكنها أن تصل إلى أي مدينة، فضلًا عن أنه لا يريد أن يكون بعيدًا عن بيونج يانج. وكان بولتون يأمل أن يؤدي كل ذلك إلى انهيار الاجتماع كله.

 

«خدعة دعائية».. كوريا الشمالية تعلن وقف الاختبارات النووية والباليستية

 

وأعلنت كوريا الشمالية أنها ستتخلى عن أي اختبارات نووية أو باليستية أخرى، لأنها كانت بالفعل قوة نووية. ووصف الإعلام ذلك بأنه خطوة طيبة، كما قال ترامب إنه «تقدم كبير» في حين لم ينظر إليه بولتون إلا على أنه «خدعة دعائية»، كما يذكر في كتابه.

 

وطلب الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، من كيم أن ينزع أسلحته النووية خلال عام، ووافق كيم، ولكن في الشهور التي أعقبت ذلك، كان إقناع وزارة الخارجية بالموافقة على جدول زمني مدته عام، أصعب من إقناع كيم.

 

اجتمع مون بترامب، وأشاد بالدور القيادي للرئيس الأمريكي، الذي ألح عليه أن يروي لوسائل الإعلام الكورية الجنوبية كيف أنه (ترامب) كان المسؤول عن كل ذلك، على حد قول بولتون في كتابه.

 

ترامب يطلب من بولتون الإشادة به أكثر في التلفاز

 

كانت اليابان، على عكس كوريا الجنوبية، لا تثق بكيم وتريد التزامات ملموسة وواضحة لا لبس فيها بشأن القضية النووية ومسألة المختطفين. وأكد رئيس وزراء اليابان لترامب أنه أقوى من أوباما، مما يظهر أن آبي اعتقد أنه من الضروري تذكير ترامب بهذه النقطة.

 

يروي بولتون أن ترامب استدعاه بشأن ظهوره في برنامجين حواريين، ركز الكثير من النقاش خلالهما على كوريا الشمالية. وقال له ترامب إنه «أبلى بلاء حسنًا للغاية في التلفزيون»، ولكن عليه أن يشيد بترامب أكثر، «لأنه لم يحدث مثل ذلك الأمر من قبل»، ويقصد اجتماعه مع كيم.

 

ترامب لم يفهم الربيع العربي

 

ويقول بولتون إن ترامب فشل في أن يفهم الربيع العربي، الذي لم يتوقعه أحد حين اجتاح المنطقة في عام 2011، وأنه كان السبب في سقوط القذافي، وليس تخلي القذافي عن الأسلحة النووية في عام 2003.

 

ويوضح بولتون أن كوريا الشمالية استمرت في التهديد بإلغاء الاجتماع بين ترامب وكيم، وهاجمت بولتون بالاسم. وقال مسؤولون كوريون شماليون إنهم لا يكنون له إلا مشاعر الاشمئزاز.

 

ترامب يدير علاقاته الخارجية على غرار علاقاته النسائية

 

بحلول 21 مايو (أيار) لم يصل فريق كوريا الشمالية إلى سنغافورة. وبدأ ترامب يتعجب مما حدث. وقال لبولتون: «أريد أن أخرج من سنغافورة قبل أن يخرجوا هم». وشرح لبولتون كيف أنه، مع النساء اللائي كان يواعدهن، لم يكن يحب أبدًا أن يأتي قطع العلاقة من طرفهن، بل من طرفه هو.

 

ناقش مايك بنس وبولتون إمكانية إلغاء الاجتماع، وقال ترامب إنه سيكتب تغريدة بعد العشاء. ولكن عندما استيقظا في اليوم التالي، لم تكن هناك تغريدات لترامب. وقال ترامب في وقت لاحق إن هاتفه لم يكن يعمل تلك الليلة، وأشار إلى أنه يريد أن يعرف رأي رئيس كوريا الجنوبية قبل الإلغاء.

 

ترامب كان يريد الاجتماع مع كوريا الشمالية بأي ثمن

 

غير أن نائب وزير خارجية كوريا الشمالية شن هجومًا لاذعًا على بنس، ووصفه بأنه «دمية سياسية» وهدد بشن حرب نووية بسبب تصريحات بنس في مقابلة على قناة «فوكس نيوز».

 

ويقول بولتون إنه أشار على المسؤولين الأمريكيين بأن يطلبوا من كوريا الشمالية تقديم اعتذار، أو التهديد بإلغاء اجتماع سنغافورة؛ ما لم تقدم بيونج يانج الاعتذار.

 

تغاضى ترامب عن الأمر في البداية، ثم طلب النص الكامل لانتقادات نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي، وعندما قرأها قال: «هذا (كلام) شديد اللهجة».

 

وبعد أقل من 12 ساعة من إلغاء اجتماع سنغافورة، استغل ترامب بيانًا أقل هجومًا لمسؤول كوري شمالي آخر في وزارة الخارجية، لكي يضع اجتماع 12 يونيو ثانية في الجدول. وكان هذا اعترافًا علنيًّا بأن ترامب يريد الاجتماع بأي ثمن، وفقًا لبولتون.




كتاب جون بولتون مستشار الامن القومي الامريكي السابق (2)



إرسال تعليق

0 تعليقات