آخر الأخبار

عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (٧)

 




 

 

أحمد مبلفي⇭

 

 

ثالثا: منع تشكيل الهيمنة والمركزية لبعض المفاهيم في الاستنباط.

 

لقد قدمنا ​سابقا ميزتين وفائدتين لوضع عنصر التاريخ في منهجية الاستنباط، وهذه هي الميزة الثالثة والفائدة له.

 

في الواقع تعود هذه الفائدة إلى الفائدة الأولى -بنوع ما- ولكن نظرًا لأهميتها الكبيرة، من الضروري وضعها وذكرها بشكل مستقل.

 

 

وفقًا لهذه الفائدة، إذا لم يستخدم الفقيه عنصر التاريخ في طريقة الاستنباط، فسوف ترتفع وتبرز لديه بعض الأفكار والمفاهيم الخاطئة، بحيث تشكل نقاط التركيز في استنباطاته.

 

في مثل هذه الحالة، يضع الفقيه - على أساس وجود واستقرار هذه الأفكار التي سيطرت على عقليته- الاستنباط في اتجاه هذه الأفكار ووفقًا لمتطلباتها، ونتيجة لذلك، يفقد أو يهمل في ظل هذه الهيمنة، الكثير من المعلومات التي يجب أن يستخدمها لكي يكون استنباطه دقيقا وقويا.

 

ونتيجة لذلك، فإن الأفكار والأحكام التي تقدمها هذه الاستنباطات، لا تعكس حكم الدين والشريعة، بل هي قد تصبح أبعد ما تكون عن محتوى الشريعة. وهذا خطر كبير على الفقه والاستنباط.

 

نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط"

عندما وصلت إلى هذه الفكرة التي ذكرتها (أي: فكرة وصول بعض الأفكار إلى نقطة الهيمنة على عقلية الفقيه، وتأطير وتغيير مصير الاستنباط وفقًا لمتطلباتها) قلت لنفسي ، هل لدى الشهيد الصدر فكرة في هذا الأفق؟ هل قال شيئا عن ذلك أم لا؟ من هذه الزاوية ، بحثت وفحصت أفكاره وكتاباته، وفجأة، توصلت إلى فكرة هي في غاية الأهمية، ورأيت أنها متوافقة للغاية مع الفكرة المذكورة أعلاه، بل بإمكانها اعطاء الفكرة بشكل اكثر عمقا وأبرز أدبياتا وأشد تركيزا على تلك النقطة الأكثر مركزية وأقوى ابرازا لبؤرة الخطر الذي يلقي بظلاله على عملية الاستنباط.

 

ثم فكرت في اختيار اسم لفكرته، فاستلهمت من كلماته فوضعتها تحت عنوان:

 

"نظرية التقديس الكاذب في الاستنباط"

 

هذه النظرية مهمة جدا ويجب على الجميع التركيز عليها ، لأن الخطر الذي اخترق العديد من الاستنباطات الفقهية اليوم يمكن استكشافه وفهمه في ضوء نظرية الشهيد الصدر هذه.

 

في المقالة القادمة سأشرح هذه النظرية







⇭ مرجع دينى إيرانى 

إرسال تعليق

0 تعليقات