آخر الأخبار

من عبد النبي إلى الغزي التطرف ينهض من جديد! (2)

 





 

علي الأصولي


طلب المعارف بين الكشف والنص!

عادة في المسائل العرفانية يستشهد العرفاء على خواطرهم ومكاشفاتهم وكشوفاتهم وأحوالهم ومناسباتهم. يستشهد هؤلاء العرفاء بالنصوص الداعمة وهذه الخواطر.

 

وأما لو بقيت الخاطرة بلا استشهاد فهي تبقى في طور الخواطر فقط ولا تتحول بقدرة قادر إلى نص محكم مهما بالغ العارف من الإشادة بها والدفاع عنها.

 

فهذا الميرزا مهدي الأصفهاني المتوفى سنة - ١٣٦٥ - وعلى أيام قلقه النجفي وتردد أحواله بين الفقه والفلسفة والعرفان جالت في نفسه خاطرة - وقد كتبت عنها فيما سبق - وهي بالحقيقة كشف مفاده - طلب المعارف من غير طريقنا أهل البيت مساوق لإنكارنا –

 

والغريب بأن هذه الخاطرة جرت عند الشيخ الغزي ومن تابعه مجرى الحديث المعصومي وكأنها حديث صادر عن الإمام المهدي (ع) حصرا ... ودونكم قنواتهم ومدوناتهم ومنتدياتهم ففيها هذه الخاطرة بما لا مزيد وكثرة الترويج...

 

وكيف كان: من يحاول إرجاع الناس للحديث عليه أولا معرفة الحديث من الخاطرة - وهو يعرفها - ومن ثم يدعوا الناس لما طاب من دعوات...


أزمة الحقانية المطلقة!

من الأزمات التي نعاني منها هي أزمة القراءة الاوحدية والتي تعتبر من يخالفها فهو في ضلال ما من بعده ضلال،

 

ولعل أكثر إصابات بهذا الداء العضيل هي التوجهات الإسلامية السياسية ومن بعدها الاتجاهات العرفانية فكيف إذا ثلثت والركون لتراث حديثي هائل وبيانات الفرقة الناجية!

 

نعم: المشتركات بين السياسة والعرفان والدعوة لإحياء حديث آل محمد وكلها تعزز نظرة الصواب المطلق والحق القراح اشتركت بشخصية الشيخ الغزي فهو بعد أن مارس العمل السياسي الاهواري اعتكف على دراسة وممارسة بعض طرق العرفان وختمها حديثا بالرجوع للمنهل الصافي غير الكدر على حد تعبيره. وكما ترى كل مرحلة يعتبر صاحبنا فيها الحق القراح فلا معنى وأن يتراجع في ختام بحثه المضني وقبوله بقراءة أخرى مخالفه لما فهم بعيدا عن دعوات التضليل وحجية الفهم المطلق!


الدعوة لترك التقليد تقليد!

أن الدعوات الصريحة ومثلها المبطنة الداعية لضرورة ترك التقليد - كما عليه الاتجاه الإخباري بكل عناوينه القديمة أو الحديثة - بالحقيقة هي دعوة لتفعيل وممارسة دور التقليد!

 

فها هم أتباع الشيخ الغزي لا ينفكون بهذه الدعوات تبعا للشيخ ومنهجه العام. إلا أنهم تورطوا بتقليد نفس الشيخ وهذه الدعوات بل وزاد تقليدهم تطرفا لاستخدام نفس الأدبيات في الحوار مع الآخر!

 

ولعل أقرب الأمثلة هي دعوات وإدخال الشهادة الثالثة في الصلاة بعد استشهاد بأحاديث غير صريحة من جهة ولم يقف الدعاة على ما يعارضها من جهة أخرى!

 

والأشد غرابة يربط هؤلاء الدعاة بين ضرورة الشهادة الثالثة في الصلاة وبين اكتمال العقيدة الشخصية للفرد الشيعي وإلا فلا !!

 

الاستشهاد بمصدر لا يلزم صحة وحقانية فهمه!

 

في طول وعرض الآراء وإتباعها أو من مال لها لسبب أو لآخر تجد عبارة متداولة عند من يؤمن بأفكار ( سين أو صاد ) الغزي أو العسر على سبيل الفرض - والكلام كبروي –

 

تجد أهم العبارات التي يحاول من يحاول الاحتماء بها هي أنه لا يتكلم إلا بالمصادر!

 

وهذه الجملة بالأصل من الجمل التعريضية بأضعف حلقة في الوسط الشيعي المؤسساتي وهي حلقة - الخطباء - التي لا تألوا جهدا وعرض الأفكار أما بلا مصادر أو مع المصادر لكن لتداخل المعلومات والمسائل يطوى المصدر وتعرض الفكرة فقط.

 

وكيف كان: سواء الأفكار بمصادر أو لم تكن. الملاك في الاحتجاج بها هو صحة صدور ما فيها وسلامه فهم مضامينها بعيدا عن عملية لوي عنق النصوص وإسقاطها على ما يرغب الباحث على طريقة - عنزة وأن طارت - كما هي عادة من يريد تقديم فكرة ما ، كيفما كانت. وكيفما اتفقت...



من عبد النبي إلى الغزي التطرف ينهض من جديد!

إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. أستبعد أن يكون الأخ " علي الأصولي" هو من كتب هذا المقال، لركاكته وسطحيته!!

    ردحذف
    الردود
    1. يمكنك الرجوع الى الكاتب ان كنت تعرفه

      حذف