علي الأصولي
أكابر الوكلاء،
نحن لسنا بصدد تعداد أسماء الوكلاء في
هذه الأوراق فهم كثر ولكن نحاول أن نسلط الضوء على رموزهم ومع من استغلوا فقط على
أن الوكلاء منهم أصحاب وكالة عامة ومنهم أصحاب وكالة خاصة ومنهم شغلهم في الجانب
الإداري وآخر في الجانب المالي وهكذا تتوزع مهامهم بيد ان جميعهم ليسوا بإشراف
مباشر من الأئمة(ع) فكل وكيل له وكيل أو معتمد وهكذا دواليك،
ولذا تعرضنا للمعلى بن خنيس الاسدي
كونه من مبرزيهم وكذلك اللخمي ومثله ابن الحجاج وعلى هذا المسار كان ابن مهزيار
علي الاهوازي يعمل لصالح الإمام الجواد(ع) ثم خيران الزاكاني المعروف بخيران
الخادم. وخيران القراطيسي، اشتغل إلى جنب الإمام الهادي(ع) وأبي الأديان عند
الإمام العسكري(ع)،
المهم معرفة هؤلاء الذين عملوا بصفة
موظفين منهم الإقليميين ومنهم المحليين ونحو ذلك.
ومن المعلوم أن درجة الموظف الإقليمي
أعلى من كونه موظفا محليا هذا من الأمور المعروفة في علم الإدارة.
درجات الوكلاء.
قلنا إننا تقيم الدرجات الوكلاتية من
خلال طبيعة المهام والوكيل المركزي والمشرف على من هم أدنى منه يكون أعلاهم رتبة
تنظيمية. ويأتي بعده الوكيل الإقليمي وأخيرا الوكيل المحلي،
ولما كان العمل يتسم بنوع مخاطرة فقد
اتخذت إجراءات أمنية وقائية على مستوى العمل تحت مسميات حركية،
فهذا علي بن جعفر الهمينياني، الذي لم
يعرف إلا من خلال رسالة محرره من أهالي مدينة همدان في إيران، كانت مرسلة إلى
الإمام الهادي(ع) وقد أجاب الإمام سؤالهم برسالة أشاد بعلي الهمينياني وضرورة رجوع
تلك المنطقة إليه في شؤونهم المالية وغيرها.
والملاحظ أن السائل لم يذكر اسم علي في
رسالته بل كناه بالعليل، وهذا مما يعزز فرضية الأسماء الحركية في ذلك الوقت،
وعلى العموم الهمينياني هذا أصله عراقي
من مدينة وللقب الهمينياني نسبة لإحدى قرى بغداد. وقد ذهب بعض الباحثين على أن هذه
القرية مندثرة في الوقت الحالي.
نعم: أنشطة هذا الوكيل انكشفت على أيام
المتوكل على ما ذكر وتم حبسه فترة طويلة إلا أن خرج وعلى ما يبدو لي لم تكن هناك
أدلة كافية للإدانة. فذهب صوب مكة مقيما بها بأمر الإمام الهادي(ع).
بوادر المصادمة،
عاش الوكلاء محنة عدم الأمن الشخصي من
قبل السلطات والوشاة. فقد بانت بوادر هذه المحنة عندما حبس علي الهمينياني. واتخذ
بحقه إجراءات تعسفية في السجن. على أيام عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخرساني وزير
المتوكل.
خاصة وأن الأموال والحقوق الشرعية بدأت
بالتضخم إذ كان الخمس في عهد الإمام الصادق(ع) الذي ركز على خمس الغنائم خاصة.
بينما ركز الإمام الجواد(ع) على خمس المكاسب وما زاد عن مؤونة السنة وأرباح
التجارات ونحو ذلك. مما شكل هذا التحول ثقلا زائدا على الثقل الذي هم فيه.
واشتد الوضع المتأزم في عهد الشخصية
الشيعية البارزة ابن أبي عمير في بغداد حيث ضيق عليه اشد تضييق وأخذ وضرب اشد
الضرب بالسياط على أن يسم بعض أصحابه ومهامهم.
وأخيرا ،
ذكروا أن التشيع في عهد الإمام
الهادي(ع) انتشر انتشارا غير مسبوق في المناطق الإيرانية. وطبيعة الانتشار كانت
بسبب طول مدة إمامته التي استمرت زهاء خمس وثلاثين سنة تقريبا. وبسبب العمل الدوؤب
لوكلاءه ودعاته. وفي ختام هذه الأوراق المقتضبة لا بأس وذكر بعض الوكلاء على
عجالة:
وكلاء الإمام الصادق(ع).........
١- المعلى بن خنيس.
٢- عبد الرحمن بن الحجاج.
٣- نصر بن قابوس.
٤- إسماعيل بن عمران الصيرفي.
وغيرهم،
وكلاء الإمام الكاظم(ع)..........
١- احمد بن السراج.
٢- علي بن سويد السائي.
وغيرهم،
وكلاء الإمام الرضا (ع)...........
١- عبد الله بن حبيب البجلي.
٢- علي الهمينياني.
٣- الحسن بن سعيد الأحوازي.
وغيرهم،
وكلاء الإمام الجواد(ع)...........
١- علي بن مهزيار الاهوازي.
٢- خيران الخادم.
٣- إسحاق بن سعيد الأشعري.
وغيرهم ،
وكلاء الإمام الهادي(ع)............
١- أيوب بن نوح.
٢- جعفر بن سهيل الصيقل.
٣- محمد بن فرج الرخجي.
وغيرهم،
وكلاء الإمام العسكري(ع)...........
١- عثمان بن عيسى، وكيل مصر.
٢- علي بن بابويه.
٣- زياد بن مروان القندي.
وأكثر عدد من الوكلاء كان تحت إمرة
الإمامين العسكريين(ع) على ما هو مدون في محله.
ومن أراد معرفة الكثير من التفاصيل
فليراجع التاريخ السري للإمامة لجعفر المهاجر ففيه الكثير من التفصيلات والتي
تركتها رعاية للإطالة وتبعا لسياسة أسلوب العرض المقالاتي المقتضب والحمد لله رب
العالمين...
البعُد السياسي فى حركة الأئمة (3)
0 تعليقات