آخر الأخبار

تعاقب الأجيال بين الحتمية والسنن الشرطية (3)

 

 


 

رضا العامري

 

الجيل السياسي

 

ينتمي الجيل السياسي الثاني العراقي الى الفئة العمرية لمواليد الستينيات والذين تشكل وعيهم مع مطلع الثمانينيات والتي تزامنت مع ارتكاب جريمة العصر من قبل النظام الصدامي وذلك بإعدام عبقري الفكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف

ويمتد فعالية ووجود هذا الجيل الى أحداث الانتفاضة الشعبانية في العام ١٩٩١.

 

يتميز هذا الجيل عن سابقه بأنه كان معارضا للنظام من داخل البلد سواء كانت معارضة علنية او سرية سواء كان منظما أو من دون تنظيم ويختلفون باختلاف توجهاتهم ومواقفهم تجاه النظام أو الأصح موقف النظام ضدهم.

 

فكما أسلفت يوجد من يعارض النظام كونه أقدم على جريمة إعدام السيد الشهيد الصدر الأول وأخته العلوية بنت الهدى وهم الفئة الأكبر ضمن هذا الجيل فبعضهم أبناء عوائل علمائية دينية كآل الحكيم وآل بحر العلوم وغيرها من العوائل الدينية المعروفة والذين تعرضوا للقتل والتشريد والسجن والاقامة الجبرية ؛؛يضاف لهم مقلدي ومحبي وأتباع السيد الشهيد الصدر الأول الذين قتل وغيب وسجن الكثير منهم.

 

كذلك يوجد فئات الأساتذة والاكاديمين الذين عارضوا النظام من منظور وطني وحرصهم ع البلد الذي ادخله النظام في حرب عبثية مهلكة للحرث والنسل كذلك وجود بعض ضباط الجيش الذين انشقوا عن النظام واعلنوا البراءة منه ومن أفعاله.

 

قلت ان هذا الجيل يختلف عن سابقه انه بقي معارضا للنظام على ارض التراب العراقي فلذلك اغلبه لم يرتبط بأجندة خارجية كما هو حال الجيل السابق ما عدا فئة واحدة وهم بعض الذين اشتركوا في الانتفاضة الشعبانية ومن ثم هربوا الى خارج العراق الى مخيم رفحاء او الى بعض الدول المجاورة نتيجة قسوة النظام واعدام الكثير من المواطنين ومن ضمنهم من لم يشترك بالانتفاضة ضمن حفلات الاعدام الجماعي في حوادث المقابر الجماعية المؤلمة والمعروفة.

 

الحضور السياسي لهذا الجيل بعد سقوط النظام قليل وضعيف لسببين رئيسيين هو قلة عددهم لما تعرضوا له من إبادة وقمع وتشريد والسبب الاخر هو تغيبهم وتجاهلهم وانكار جهودهم من قبل الجيل السياسي الاول لذلك ستكون فرصتهم للوصول للحكم ضعيفة وان حصلت فستكون قصيرة الامد وقلت في المنشور الثاني من هذه السلسلة بأن المنافسة على منصب رئيس الوزراء بعد انتهاء حكم الجيل الاول المباشر كانت بين اشخاص اغلبهم ينتمون الى هذا الجيل ماعدا محمد توفيق علاوي الذي ينتمي الى جيل الخمسينيات لكنه يعتبر من الشخصيات الثانوية في الجيل الاول وكذلك طرح اسم محافظ البصرة العيداني الذي يعتبر من الجيل الثالث كونه من مواليد السبعينيات وتشكل وعيه ما بعد الانتفاضة الشعبانية اما الاخرون الذين تم طرحهم فهم من الجيل الثاني كالسهيليان والزرفي وفائق دعبول واخرهم الكاظمي رئيس الوزراء الحالي والذي اتصور وبحدس عالي جدا انه الوحيد الذي سيحكم من هذا الجيل وللفترة الانتقالية الى حين إجراء الانتخابات في الشهر السادس من العام المقبل ولا اتصور بأن ستتاح الفرصة مرة أخرى الى احد افراد هذا الجيل الوصول الى سدت الحكم بمافيهم الكاظمي واتوقع وبأحتمال كبير ان ينتقل الحكم الى الجيل الثالث في المرحلة القادمة وستكون المنافسة على اشدها بين الجيل الثالث والجيل الرابع لكنه سيكون الحسم وبفارق كبير لصالح الجيل الثالث الذي سنتكلم عنه في الجزء الرابع من هذه السلسلة بأذنه تعالى...

 

 تعاقب الاجيال بين الحتمية والسنن الشرطية (2)

إرسال تعليق

0 تعليقات