آخر الأخبار

فهم تاريخى : الفهم التحقيقي وادعاءات الاعتراض!

 

 


 

علي الأصولي

 

الأصل في شخصية المختار هو الجدلية حيث أنها من الشخصيات الخلافية في الواقع والفكر الإمامي الشيعي. نعم لنا وللأخر أن يقدم ما عنده من مستندات وتدعيم هذه الكفة وترجيحها على تلك تاريخا ورواية. وأما أن تحاول أن تدحض رأي على حساب آخر بدعوى ما رجحه الفقيه الخوئي فهو لا محصل له في سوق التحصيل إذ أن العالم أي عالم يستدل عليه لا يستدل به وهذا ينبغي أن يكون ملحوظا في مناهج العلم وتقريرات المعرفة.

 

قد اخترنا رأي مخالف وما عليه جملة من العلماء وفق بحث تحقيقي مدعم بالادلة والمؤيدات والقرائن حتى صار آنذاك قريب الأربعين مقالة. وقد ناقشنا الكثير من أدلة الآخر وترجيحاتهم. اما أن أجد في هذا العالم الافتراضي من يرد علي بناءا على فهم المحقق الخوئي في - معجمه - مثلا او ما أورده السيد الصدر الشهيد الثاني في - شذراته - فهو بالحقيقة تقليدا صرفا في موضع لا معنى للتقليد فيه بل والأكثر أن من يعترض فلا مبنى له إلا مسلسل تلفزيوني عرض على أيام الزخم العاطفي والحرب على قوى الظلام.

 

بالتالي منشأ المعترضين فهو أما عاطفي محض بلحاظات عدة اقلها لأنه قتل قتلت الإمام الحسين(ع) أو منشأ تقليد لا يستطيع المتمسك به الدفاع عنه لأنه عاش ويبقى في خانة التقليد الفقهي والعقدي والتاريخي الذي لا يصار إليه إلا الكسالى من طلبة العلم أو من هو دونهم.

 

وعلى كل حال: سوف استعرض الموضوع باختصار شديد وما اذهب إليه اجتهادا وتحقيقا. فأتمنى البقاء في دائرة العلم والمعرفة حتى يتضح ما تحتك فرس أم حمار !!


الأصل في تقيم الشخصيات هو الحديث المادح أو الذام وسلوكها التاريخي. ولا يصح التمسك بجهة دون جهة إلا من خالف مناهج التحقيق وتورط في التقيمات.

 

كما ينبغي ملاحظة أن الحديث مادحا كان أو ذاما صحته مشروطة على مباني العلماء سندا ودلالة والسند علة ناقصة إذ لا يمكن على ضوء صحة السند والجزم بالتقيمات.

 

وما نحن فيه وموضوعة المختار الثقفي لابد من لاحظة سلوكه التاريخي وعدم الاقتصار والنظر بصرف الأحاديث التي تناولت شخصيته.

 

فقد اجمع أهل التاريخ على أن المختار قد (مثل بجثث قتلاه) ومعلوم أن قصة التمثيل محرمة بضرورة الفقه وعليها النص.

 

إذن علينا تقييم هذه الشخصية حسب المعطيات التاريخية بل وحتى الروائية فلا يمكن مثلا أن تأخذ وبالتالي تقبل رواية عن الإمام الصادق(ع) وصحيحة السند مادحة للمختار راويها الأول ابن المختار!؟

 

وكيف كان: مدح المختار جماعة وذم شخصيته جماعة أخرى وتوقف آخرون كالعلامة المجلسي. وفي هذه الأسطر نحاول أن نبين الفهم التحقيقي وادعاءات الإعتراض،

 

وبالجملة سوف نعرض الروايات على عجالة ومناقشتها باقتضاب وقد فصلنا النقاش في الأبحاث السابقة.

الرواية الأولى: ما ذكره الكشي عن . عن . إلى الأمام الصادق(ع) قال: ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين(ع) .. ومع صحة هذه الرواية إلا أنها لا تفيد مدحا كما يحاول المدعي.

 

الرواية الثانية: عن الباقر(ع) لا تسبوا المختار فإنه قتل قتلتنا وطلب بثأرنا وزوج أراملنا وقسم فينا المال على العسرة. وقد ذكر العاملي في - التحرير الطاووسي - على أن هذا الحديث حسن الطريق. كما حسن الطريق العلامة في - خلاصة الأقوال - أقول: بصرف النظر عن تقيمات المتأخرين من الرجاليين. الحديث لا يلحظ المدح فهو مجرد أخبار عن وضع مع النهي عن السب. والنهي عن السب لا يلازم إيمان وصحة عقيدة المسبوب. غايته الترفع عن هذه الصفة صفة السب.

 

وعلى هذا المنوال جرت الروايات ولك أن تراجعها في مظانها ففي الجملة.

 

وكيف كان: لو كانت الروايات مادحة لما قرأنا وسكوت وأعراض المعصوم الثورة بقول مطلق. إلا اللهم التمسك بإجازة محمد بن الحنفية والتي لا أحد أثبات ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا بصرف النظر عن وجود كلام حول شخصية ابن الحنفية الذي دعا إليها المختار بالإمامة لا مقام لبسطها على هذه العجالة.

 

المهم: يرى المجلسي في - بحاره - أن المختار لم يكن كامل الإيمان واليقين ولا ماذونا فيما فعله صريحا من أئمة الدين.

 

وكيف كان: القدر المتقين أن المختار كان ممن خذولوا وشككوا بقدرات الإمام الحسن(ع) وقد عادى وخذل صلحاء الشيعة كسلمان وأصحابه. وقصتهم المشهورة التي لم يسلط عليها الضوء مع صلاحهم الواضح إلا أن للإعلام وربما السياسة لها كلمة أخرى وإظهار قصة المختار لا قصص الصلحاء من غرمائه والكلام يطول ..


إذن والمحصلة. ذكر الخوئي في - معجم رجال الحديث - فقال: والأخبار الواردة في حقه - أي المختار - قسمين: مادحة وذامة.

 

 وعلى ضوء هذا التقييم الرجالي قلد عامة المعاصرين وما ذهب إليه الخوئي. إلا من شذ منهم اجتهادا وتحقيقا وارتى الخلاف. طعنا بصلاح المختار أو سكوتا فحسب لا قدحا ولا مدحا.

 

ومعروف منهج الخوئي المتشدد رجاليا فقد صحح الروايات المادحة وضعف اسانيد القادحة. على أن الخبر والأخبار والحديث له مسلكان يفترض على الآخر أن يلتفت إليها من يحاول المشاكسة أم لا جريا وحشرا مع الناس عيد!

 

نعم: هناك مسلك الوثوق وهناك مسلك الوثاقة ينبغي عدم إهمال مخرجات كل مسلك من هذه المسالك لانها بالتالي مؤثرة على النتيجة كما هو معروف صناعيا.

 

ما يعنينا. أن المحقق الخوئي أخطأ جدا عندما اعتمد بشكل مفرط على منهج السند وتقييم الشخصيات التاريخية بالتالي إذ نظر لهذه الشخصيات من خلال فلتر السند فقط وفقط.

 

ولا يقال من خلال فلترة السند والمتن.

 

إذ لو حقق بفلترة المتن لما تورط المحقق والتزكية. تزكية المختار الثقفي فكل الأحاديث - المتنية - أو بلحاظ المتن لا تساعد ودعوى الصلاح.

 

نعم: أكثر ما يمكن أن يتمسك به الآخر هو أحاديث أو حديث- رحم الله المختار - بدعوى ترحم المعصوم عليه كاشف لصلاح هذه الشخصية. وعلى التحقيق الترحم لا يساوق التزكية بحال من الأحوال بل الترحم غايته يكشف عن صفة أخلاقية عند المعصوم فحسب. وان تنزلنا جدلا فالترحم هو جزاء وثواب ما فعله المختار بقتله الإمام الحسين(ع) .

 

وكيفما اتفق: أن تقييم الشخصيات لا تصح بمعزل عن تاريخها وسلوكها ونحو ذلك لتكتمل الصورة بالتالي والوصول للنتيجة البحثية العلمية. ما كنت لأكتب هذه المقالات الثلاثة إلا بعد اتهامي بقلة الضبط والتسرع وعدم الدليل بل ونبز اغلب طلبة السيد الشهيد بقلة البضاعة والى الله تصير الأمور انتهى ..


رابط مهم 

المختار الثقفي فى السيرة والتاريخ (10)

 

إرسال تعليق

0 تعليقات