السفير / فرغلى طه
** أقامت مصر علاقات
دبلوماسية مع جيبوتى منذ استقلالها عن فرنسا عام سبعين ، وكانت هى والسعودية
واليمن من أوائل العرب هناك ، كما أن مصر وعبد الناصر كان لهما دورا كبيرا فى
استقلال جيبوتى ثم فى ضمها لجامعة الدول العربية .. واقتصرت علاقات مصر مع جيبوتى
على الجوانب السياسية وزيارات قليلة لمسئولين مصريين لجيبوتى إلا أنها لم تكن على
مستويات وزارية إلا نادرا كما أن أول زيارة لوزير خارجية مصر لها قمت بترتيبها
والسعى لها عام ٢٠١٠ ، إلى أن تفضل بالزيارة الوزير أحمد أبو الغيط لساعات قليلة
قادما من زيارة لإثيوبيا ، كما أن جيبوتى لم يزرها أى رئيس مصرى من قبل حتى زيارة
الرئيس السيسى اليوم .
** كتبت تقارير
وطالبت كثيرا من عام ٢٠٠٧ ، وحتى سبتمبر ٢٠١١ ، تاريخ انتهاء عملى هناك ، بأن نرفع
مستوى التعاون الاستثماري والتجاري فيما تحتاجه جيبوتى منا وهو كثير ، وطالبت
بزيارات وزارية ورئاسية ، إلا أن ذلك لم يحدث رغم زيارات مسئولين ووزراء جيبوتيين
لنا .
** أيضا حين نشأت
مشكلة القرصنة البحرية الصومالية فى تلك السنين ضد سفن التجارة من خلال باب المندب
، أرسلت وطالبت بحضور سفينة لنا للمشاركة فى التحالف الدولى وقتها ، إلا أن مصر لم
تستجب لذلك ، وشاركت السعودية واليمن وإيران فى التحالف ..
** تعاونا من قبل ولا
نزال مع جيبوتى فى إرسال بعض الخبراء المصريين فى مجالات تعليم اللغة العربية
والدين وعلماء الأزهر والطب والقضاء والشرطة والجيش ، ومنحنا كوادرها دورات
تدريبية في هذه المجالات فى مصر .. ولكن يبقى التأكيد على أن جل انتماء واهتمام
الشعب الجيبوتى هو بفرنسا وتعليمها وثقافتها والعيش فيها إن أمكن ..!
** لن أكتب اليوم عن
احتمالات ونتائج زيارة الرئيس السيسى اليوم لجيبوتى ، لعدم المساهمة فى أية توقعات
أو شوشرة إعلامية سلبية ، ولكن الزيارة فى حد ذاتها من حيث المبدأ تعد خطوة هامة
وجيدة ولكنها تأخرت كثيرا وكان يجب أن تكون جيبوتى ضمن الجولات الأفريقية الأولى
للرئيس فور توليه ، وليس الآن ولدينا مشكلة كبيرة مع إثيوبيا ..!
** ولكنى أنوه فقط
إلى أن تطوير العلاقات مع جيبوتى بصفة عامة ومستمرة ، لابد منه ، وأرجو ألا نذهب
بعيدا ( كما لاحظت من البعض اليوم ) فى توقعات معينة تربط بين تلك الزيارة وبين
المشكلة مع إثيوبيا بصورة مبالغة ، لأنه باختصار شديد لن تقوم جيبوتى بأى دور إلى
جانبنا ضد إثيوبيا ، إلا بدور الوساطة الحميدة فى الموضوع ، ولست اتوقع الكثير من
ذلك ، لما هو معروف عن إثيوبيا ومن وراءها ومحدودية القدرات الجيبوتية رغم (وربما
بسبب ) حيوية وحميمية علاقاتها مع إثيوبيا ..!
** وبصفة عامة فإنه
لن توجد دولة أفريقية ( ولو عربية ، ما عدا السودان ) يمكنها أن تقف بجانب مصر وضد
إثيوبيا فى مسألة المياه تلك .. والسودان يقف معك لتعرضه للضرر مثلك ، فإن لم يقع
عليه ضرر فلن يكون موقفه ضد إثيوبيا .. هذا الكلام غير دبلوماسى ولكنه حقيقى
ومقصود وضرورى ..!
** أتمنى عموما نجاح
الزيارة ، وأتمنى استمرار التعاون والتنسيق مع جيبوتى فى منطقة القرن الأفريقي ،
الآن ومستقبلا .. !
0 تعليقات