آخر الأخبار

من محطات محاربة الغلو الشيعي

 


 

 

حسن مطر

 

كتب السيد محمد باقر الخونساري، من أكابر علماء الشيعة المتوفى 1858، في كتابه "روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات" نقداً لاذعاً لكتب الفضائل القديمة التي تسرد فضائل ومناقب الأئمة على وجه مغالٍ وذلك في معرض ترجمته للشيخ رجب البرسي (متوفى ٨١٣هـ) الذي نسب إليه الغلو بل نعته بأنه من مشيدي دعائم الغلو.

 

ولكنه مع ذلك يعزو هذا الغلو الى الأوليين أمثال المفضل بن عمر وجابر الجعفي و الصفار والطوسي والأربلي والراوندي وشاذان وولده. ويذكر جملة من الكتب التي دونت رواياتهم الطافحة بالغلو والارتفاع،  فيقول:

 

"وإن احْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ بُرُوزُ نَائِرَةِ هَذِهِ الفِتْنَةِ النَّائِمَةِ مِنْ لَدُنْ تَعَرُّضِ رَاوِيَي‌ «التَّفْسِيرِ المَنْسُوبِ إلی الإمَامِ عَلَیهِ السَّلاَمُ» لِوَضْعِ ذَلِكَ مِنَ البَدْوِ إلی الخِتَامِ عَلَي‌ حَسَبِ المَرَامِ، أَوْ مِنْ زَمَنِ شُيُوعِ «تَفْسِيرِ فُرَاتِ بْنِ إبْرَاهِيمَ الكُوفِيِّ»، أَمْ وُقُوعِ «تَفْضيلِ»  فَارِسِ بْنِ حَاتِمِ القَزْوِينِيِّ الصُّوفِيِّ عَلَي‌ أَيْدِي‌ الاَنَامِ، بَلْ مِنْ آوِنَةِ انْتِشَارِ أَخْبَارِ المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الجُعفِيَّيْنِ بَيْنَ هَذِهِ الطَّائِفَةِ، وَتَدْوِينِ طَائِفَةٍ مِنْهَا فِي‌ «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ» وَ«مَجَالِسِ» الشَّيْخِ وَ«كَشْفِ الغُمَّةِ» وَ«خَرَائِجِ» الرَّاوَنْدِيِّ وَ«فَضَائِلِ» شَاذَانَ وَوُلْدِهِ وَسَائِرِ كُتُبِ المَنَاقِبِ وَالفَضَائِلِ العَرَبِيَّةِ وَالفَارِسِيَّةِ وَتَفَاسِيرِ المُرْتَفِعِينَ وَالاَخْبَارِيَّةِ.

 

 وَأَنْ يَكُونَ أَوَّلُ مَنَ تَكَلَّمَ بِهَذِهِ الخِطَابِيَّاتِ المُنْطَبِعَةِ فِي‌ قُلُوبِ العَوَامِّ بِالنِّسْبَةِ إلی أَهْلِ البَيْتِ عَلَيِهمُ السَّلاَمُ أَيْضاً هُمْ أَمْثَالُ أُولَئِكَ، أَوْ مَنْ كَانَ مِنْ نَظَائِرِ أَبِي‌ الحُسَيْنِ بْنِ البِطْرِيقِ الاَسَدِيِّ فِي‌ كِتَابِ عُمْدَتِهِ ( العمدة من صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار علي بن أبي طالب وصي المختار وعلى الأئمة من ذريته الأطهار) وَخَصَائِصِهِ (خصائص الوحي المبين في مناقب أمير المؤمنين) وَالسَّيِّدِ الرَّضِي‌ وَرَضِيِّ الدِّينِ بْنِ طَاوُوسٍ وَبَعْضِ فُضَلاَءِ البَحْرَيْنِ وَقُمَّ المُطَهَّرِ فِي‌ جُمْلَةِ مِنَ كُتُبِهِمْ"، روضات الجنات، الجزء ٣، ص ٣٤١.


رجب البرسي… مدرسة الغلو

إرسال تعليق

0 تعليقات