علي الأصولي
عاصر الشلمغاني وهو
ابن مدينة واسط قرية أو منطقة شلمغان حركة الحلاج الصوفية علاوة على باعه بالمعارف
الإمامية فكان بها مرجعا ترجع إليه الناس على غرار مراجع التقليد في هذا العصر ،
وقد لوحظ تأثره بالفكر الصوفي بمقولة الاتحاد وغيرها من المقولات الباطنية التي
كثر الجدل حولها قديما وحديثا، بالتالي جمع الشلمغاني الفكر الامامي والصوفي معا
وحاول التربع على مقاليد الشيعة في ظل غياب النوبختي ومحنته، بعد أن كان وكيلا
منصب من قبله،
وقد عرف عن الشلمغاني
بقوة البيان واستحضار الحجة والدليل وترتيب المقدمات وصولا للنتيجة وبالتالي إقناع
الخصوم، وقد استثمر كتبه التي كانت منتشرة في بيوت الشيعة قبل انقلابه على صاحبه
وإظهار مقولات لم يوافق عليها السفير النوبختي وأصحابه، وكذا استغل التوترات
السياسية لنشر آراءه وأفكاره ومعتقداته،
وبعد سقوط الوزير ابن
الفرات وابنه المحسن وإعدامهم سقط الشلمغاني الذي كان يستند سياسيا عليهم، فهرب
للموصل إلا أن السلطة أرادت القبض عليه باي ثمن كان،
وفي هذه الفرصة وصدور
التوقيع بكفره وصورته: أعرف عرفك الله ... إلى أن قال .. بأن محمد بن علي المعروف
بالشلمغاني وهو ممن عجل الله له النقمة ولا أمهله قد ارتد عن الإسلام وفارقه وألحد
في دين الله وادعى ما كفر معه فيه بالخالق .. الخ ..
نعم: لم يبقى
الشلمغاني المطارد إلا بضع سنين وهو في الموصل عند الأمير ناصر الدولة الحسن بن
حمدان.
إلا أن ظهر الشلمغاني
للناس فكانت المطاردة الحكومية ضده على قدم وساق وألقت الحكومة القبض على بعض
أنصاره منهم إبراهيم بن محمد بن أبي عون وابن شبيب الزيات واحمد بن عبدوس وهؤلاء
من كبار رجال بغداد، وعثر في بيت الشلمغاني على رسائل تدينه بعقائده في عهد الوزير
بن مقلة وعقدت محكمة كبيرة وتم استدعاء شخصيات بارزة من الشيعة للاستماع لأقوال
الشلمغاني ورسائل الأدنة التي وجهت إليه، إلا أنه أنكر الرسائل والتهم الموجه إليه
إلا أن أحد أصحابه كاد أن بنقذه بشهادته وهو ابن عبدوس إلا أن ابن عون انهار أمام
الشلمغاني عندما أمروا أن يصفع صاحبه فارتجف وتكلم بكلمات الكفر من قبيل - إلهي
وسيدي ورازقي - وهو يخاطب الشلغماني، ومع إنكار الشلمغاني وهذه المقولة من صاحبه
وعدم تعليمه إياه، تأجلت المحاكمة بعد المشاورة وتم حكم الإعدام بحق الشلمغاني
وصاحبه وحرق جثتيهما بالنار وذر الرماد بالفرات. وتم تبرأت ابن عبدوس، وتشتت مذهب وأتباع
الشلمغاني في نهاية المطاف، بدون أن يتدخل الحسين بن روح النوبختي ومجريات هذه
الأحداث بل اكتفى برفع الغطاء عنه وصدور التوقيع بكفره فحسب.
وللشلمغاني آراء
عقائدية خليط من تصوف وفلسفة وغلو بالنتيجة له آراء غير متجانسة والمذهب الإمامي
وعقيدة الأصحاب والكلام طويل اختصرناه بهذه الأسطر ..
0 تعليقات