علي الأصولي
ما بهمنا في المقام مسألة الجزية التي فرضها المشرع على أهل
الكتاب. والتي أريد لهذه المسألة ان تكون مادة دسمة للطعن في الأحكام الإسلامية
القانونية منها والإدارية.
مع انك لا تجد فقيها شيعيا أم سنيا إلا وهو يفهم بأن فلسفة الجزية
هي أشبه بالضريبة اختصت على أهل الذمة على رؤوسهم أو على أراضيهم إذا قاموا بشرائط
الذمة كما هي مقررة في مظانها. بالتالي هي ضريبة للدولة إزاء توفير بعض الأمور
والمستلزمات التي تكون على عاتق أهل الذمة ودونك المصنفات بل ودونك مواقع الفقهاء الالكترونية.
فهذه الضريبة لم تشرع بشكل عشوائي ولهذا نجد الإمام الصادق (عليه
السلام). ينص على ما يلي - جرت السنة على أن لا تؤخذ الجزية من المعتوه ولا على
المغلوب على عقله –
بل للإمام - السلطان - له ان يسقط الجزية في بعض الموضوعات على ما
هو معروف في باب الفقه وهذا ينبأك على أن إجراء موضوع الجزية ليس إلا لضرورة
التنظيم. تنظيم الفرد - غير المسلم - الكتابي - تجاه الدولة من واجبات على أن
للدولة ملزمة بدورها بالتعهد والالتزام بواجباتها تجاه حقوق هذا الفرد الشخصية
والمالية والشعائرية.
- الجزية - لغة:
مشتقة من مادة - الجزاء - عند جملة كبيرة من أرباب اللغة وتبعهم بذلك أهل التفسير
: اصطلاحا : عبارة عن مال تأخذه الحكومة الإسلامية من أهل الذمة.
-
الجزية بالكسر تعني خراج الأرض على ما أفاد صاحب - القاموس - وهي
على وزن فعلة من جزى يجزي مثل القعدة والجلسة على ما نقل الطبرسي في - المجمع -
والقرطبي في - التفسير –
وقالوا إنها من الألفاظ العربية المحضة وقيل أنها معربة - اي لفظ
الجزية - من كلمة فارسية وهي - كزيت - أو - كزيه –
بالتالي: يوجد اختلاف في أصل اشتقاقها فهذا ابن منظور يرى أنها -
عبارة عن المال الذي يعقد الكتابي عليه الذمة. وهي فعله من الجزاء كأنها جزت عن
قتله - وعلى هذا الفهم ذهب أهل التفسير وقطاعات واسعة من الفقهاء. على ان الجزية
من الجزاء بمعنى المقابلة.
بينما يوجد رأي آخر لا يلتقي وهذا الفهم. إذ نص الرأي الآخر على أن
الجزية ليست من الجزاء بل من جزي بمعنى قضى نحو قوله تعالى(واتقوا يوما لا تجزى
نفس عن نفسا شيئا). البقرة 48/ أي لا تقضي عنها. وهو مختار ابن قدامة في - أحكام أهل
الذمة –
البحث في أصل الاشتقاق من الأهمية بمكان لتحديد معنى قوله تعالى
(عن يد وهم صاغرون) فالنتيجة تختلف باختلاف فهم الاشتقاق.
0 تعليقات