نحن لن نستسلم .. ننتصر أو نموت ... عمر المختار
كان الأمير إدريس في مصر يتحين الفرص لتزويد المجاهدين في ليبيا
بالمؤن والسلاح ..
فقد ذكر الأشهب بأن قافلة وصلت للمجاهدين قادمة من مصر وكان فيها
سليمان العميري (من قبيلة أولاد علي) وبو منيقر المنفى (من رفاق عمر المختار)
يحملان رسائل من سمو الأمير ....
وكانت القافلة محملة بالأرز والدقيق والسكر والشاي وبعض الملابس،
وكان الطيب الأشهب موجوداً في معسكر المجاهدين وقت وصول القافلة... .....(*1)
وقد ذكر صاحب كتاب حياة عمر المختار بأن قافلة استطاعت أن تخرج من
السلوم محملة بمختلف العتاد والمؤن قاصدة معسكر المجاهدين في الجبل الأخضر، فعلم
الطليان بذلك وأرسلوا سياراتهم المسلحة لتعقبها، ..
ولكن المجاهدين صمدوا لهم، وأطلقوا رصاص بنادقهم على العجلات
فتعطلت السيارات، وعندئذ انقض المجاهدون على القوة الإيطالية فأبادوها عن آخرها
وكان ذلك في عام 1928م ... ....(*2).
وكان المجاهدون يستفيدون من تلك المصادر ويقومون بشراء حاجيات
المجاهدين من الأسواق في المدن والقرى، ويشترون مايلزمهم من المؤن، والأسلحة
ويجمعون المعلومات عن تحركات العدو العسكرية، ...
كان كل هذه الأعمال يقوم بها أتباع عمر المختار وبمساعدة سكان
المدن والقرى الذين يخفون المجاهدين في بيوتهم ومخيماتهم، وكان المتطوعون يتدفقون
على معسكرات الجهاد، وكانوا يعتمدون على أنفسهم في توفير السلاح ووسيلة الركوب
والتموين، ...
وكان نظام الأدوار (المعسكرات) يتميز بالآتي :
☆1- يلتزم كل دور بتوفير
التموين اللازم لأفراده، فهم بالإضافة إلى اشتراكهم في عمل واحد هم أبناء عشيرة
واحدة مترابطة، ويوجد بالدور أشخاص، مكلفون بجباية الزكاة وجمع الأعشار،...
وهؤلاء يقومون بعملهم بناء على تكليف كتابي من عمر المختار وهم
بدورهم يجرون اتصالات (كوشان) بقيمة المبالغ والأشياء التي استلموها.
وقد عين لكل دور رئيس إدارة يشرف على تموين الدور من حيث التوزيع
والتخزين والتدبير وتسلم الأموال والتبرعات التي تصل لقيادة الدور،...
فقد عين عمران راشد القطعاني رئيساً لإدارة دور البراعصة والدرسة
وعين التواتي العرابي رئيساً لإدارة دور العبيدات والحاسة، وعين الصديق بو هزاوي
مأموراً للأعشار ويتبع عمر المختار مباشرة وعين داود الفسي رئيساً لإدارة دور العواقير.
.....(*3).
☆2- يقوم كل دور بتعويض الشهداء
من المقاتلين بآخرين من قبائلهم وهكذا لايتأثر الدور كثيراً لفقد الشهداء، فبعد كل
معركة يتم حصر الشهداء وإلى أي القبائل ينتمون ثم يرسل إلى كل قبيلة العدد الذي
يجب أن تعوضه عن شهدائها، وإذا لم تجد العدد المطلوب تدفع لقيادة الجهاد 1000 فرنك
عن كل شهيد لكي يجند بها العدد اللازم.
☆3- تتبارى مجموعات القبائل في
تقديم البطولات والتضحيات حتى لاتكون موضع سخرية واستهزاء أمام بقية القبائل، وكان
المجاهد الليبي يغضب غضباً شديداً ويحزن إذا فاته الإشتراك في إحدى المعارك أو
تخلف عنها لسبب من الأسباب،
كان إبراهيم الفيل العريبي نموذجا لهؤلاء فقد فاته أن يشارك في
معركة بلال فحزن حزناً شديداً، إلا أن قادة الجهاد طمأنوه وقالوا له: إن أيام
الجهاد كثيرة، وفي اليوم التالي جرت معركة البريقة فاشترك فيها وهجم بفرسه على
سيارات الأعداء وصار يقاتل حتى أكرمه الله بالشهادة.
☆4 - يسهل على كل دور توفير
الحماية اللازمة لذويه عن طريق الدوريات، والرباطات التي تراقب تحركات القوات
الإيطالية أو أية تحركات غير عادية لمعرفتهم بمسالك المنطقة ودروبها وأماكن المياه
بها،...
فعندما يحل الدور بمنطقة ما يضع دورية في كل اتجاه لتراقب وضع
القوات الإيطالية في تلك المنطقة وتغطى أخبار تحركاتها للمجاهدين أولاً بأول حتى
يكونوا على علم باتجاه وتحركات العدو، ....
وحين يلتقي أفراد الدورية بالأعداء يطلقون ثلاث الطلاقات وعند سماع
تلك الإطلاقات يستعد الجميع لملاقاة الأعداء في الجهة التي سمع منها اطلاق الرصاص.
كما تقوم دوريات أخرى تعرف باسم (الرباط) بمراقبة الإيطاليين في
مراكزهم التي يحتلونها للحصول على معلومات عن تحركاتهم عن طريق الأهالي الموجودين
داخل تلك المدن، ...
وكثيراً ما كان يتعرض بعض هؤلاء الأهالي بسبب تعاونهم مع المجاهدين
لعقوبة الإعدام، كما حدث مع سليمان بن سعيد العرفي الذي أدانته المحاكم الإيطالية
بالتعاون مع المجاهدين وحكمت عليه بالإعدام، فأعدم شنقاً .... .(*4).
كان نظام الأدوار يقوم على أساس قبلي ويعتبر الدور وحدة عسكرية
وإدارية، واجتماعية يرأسها قائمقام، وتتمثل فيه السلطة الإدارية والعسكرية يساعده
قوماندان (قائد) أو أكثر حسب حجم الدور والقبائل المنضوية تحته.
وقد استخدم عمر المختار النظام العسكري العثماني، فبالإضافة إلى
القائمقام والقوماندان هناك الرتب الآتية:- بكباشي - يوزباشي - ملازم أول - ملازم
ثاني - كوجك ضابط (ضابط صغير) باش شاوش - شاوش - أمباشي.
(* رائد - نقيب - ملازم أول - ملازم - رقيب أول - رقيب - عريف)
وكانت الترقيات تتم على أسس ميدانية بناء على مايقدمه الشخص من
أعمال وبطولات في ميادين المعارك والمواقف الدقيقة، إذ يرفع إلى عمر المختار تقرير
من الرئيس المباشر بشرح الحالة التي استحق عليها المعني الترقية، ويصدر بذلك أمر
كتابي من عمر المختار على بقية المجاهدين... ...(*5).
وكان هناك مجلس أعلى يرأسه المختار يتكون من: يوسف بورحيل، حسين
الجويفي، الفضيل بوعمر، محمد السركسي، موسى غيضان، محمد مازق، محمد العلواني،
جربوع سويكر، قطيط الحاسي، رواق درمان وفي حالة غياب عمر المختار يرأس المجلس يوسف
بورحيل.... ....(*6).
وكان لكل من الأدوار مجلس يتكون من مشائخ القبائل وأعيانها من
المعروفين بالحكمة وسداد الرأي: ومهمة هذا المجلس استشارية وهو في حالة انعقاد
دائم لمواجهة الطوارئ والاسهام في حل المشاكل التي قد تحدث بالدور. .....(*7).
🔸 معركة أم الشافتير (عقيرة الدم)
استمر المجاهدون في الجبل الأخضر يشنون الهجمات على القوات
الإيطالية وحققوا انتصارات رائعة من أشهرها موقعة يوم الرحيبة بتاريخ 28 مارس
1927م ....(*8)
جنوب شرقي المرج قرب جردس العبيد ووقعت بعد معركة الرحيبة معارك
ضارية في بئر الزيتون 10 محرم 1335هـ، 10 يوليو 1927م، وراس الجلاز 13 محرم
1335هـ، 13 أكتوبر 1927م.
أراد الإيطاليون أن ينتقمون لقتلاهم في معركة الرحيبة، فشرعت تعد
العدة للانتقام لقتلاها الضباط الستة وأعوانهم المرتزقة البالغ عددهم (312) في
محاولة لإعادة معنوياتهم المنهارة نتيجة لتلك الهزيمة الساحقة تمّ اعداد الجيوش
الجرارة، لتتخذ من الجبل الأخضر قاعدة لها على النحو التالي.......(*9):
🚩 1 - الجنرال مازيتي القائد العام للقوات الإيطالية قائداً لإحدى
الفرق فوق الجبل الأخضر 8 يوليو من مراوة :
أربع فرق أرترية - فرقة ليبية - أربع فرق - خيالة - بطارية ارترية.
🚩 2 - الكورنيل اسبيرا إنذائي: 8 يوليو من الجراري (جردس الجراري)
أوجردس البراعصة أربع فرق أرترية - فرقة ليبية - بطارية ليبية - فرقة غيرنظامية.
🚩 3 - الكورنيل منتاري: 8 يوليو من خولان - فرقة أرتريا- فرقة غير
نظامية.
🚩 4 - الماجور بولي : 9 يوليو غوط الجمل - فرقة مهما ريستا - فرقة
سيارات مصفحة - نصف فرقة ليبلير - فصيلين قناصة على الدبابات.
ويضاف الى تلك الاستعدادات سلاح الطيران الذي انطلق من قواعده
بالمرج ومراوه وسلنطة.❗
لقد كانت قوات الايطاليين ضخمة مما يدل على خوفهم ورهبتهم من قوات
المجاهدين. 😐
كان عدد المجاهدين مابين 1500 الى 2000 مجاهداً(*10) منهم حوالي
25% من سلاح الفرسان ويرفقهم حوالي 12 ألف جمل (*11) وما يثقل تحركاتهم من النساء
والاطفال والشيوخ والأثاث.
علمت ايطاليا بواسطة جواسيسها بموقع المجاهدين في عقيرة ام
الشفاتير فارادت أن تحكم الطوق على المجاهدين فزحفت القوات الايطالية نحو العقيرة
بعد مسيرة دامت يومين كاملين واستطاعت أن تضرب حصاراً حول المجاهدين من ثلاث جهات،
وبقوات جرارة تكونت من حوالي (2000) بغل و5000 جندي، 1000 جمل بالاضافة الى
السيارات المصفحة والناقلة.❗
علم المجاهدون بذلك وأخذوا يعدون العدة لملاقاة العدو فأعدوا خطة
حربية وقاموا بحفر الخنادق حول أطراف المنخفض ليستتر بها المجاهدون وخنادق اخرى
لتحتمي بها الأسر من نساء وأطفال وشيوخ، 👍
وتم ترتيب المجاهدين على شكل مجموعات حسب انتمائهم القبلي ووضعت
أسر كل قبيلة خلف رجالها المقاتلين، وكان قائد تلك المعركة التقي الزاهد الورع
الشيخ حسين الجويفي البرعصي وكان عمر المختار من ضمن الموجودين في تلك المعركة.
كان الشيخ حسين الجويفي ممن تجرد للجهاد في سبيل الله وطلب رحمة
الله تعالى وكان يقول: (أنا لا أريد قيادة ولا منصباً بل أريد جهاداً رغبة في ثواب
الله تعالى).... ...(*12).
كان ذلك الصنديد محل تقدير من قبل إخوانه قال في حقه قائده الأعلى
عمر المختار عقب استشهاده: أتذكر حسين الجويفي عند اللقاء مع العدو أو عند قراءة
القرآن الكريم وقت الورد . ... ..(*13).
كما عرف عنه انه لم يبرح فرسه يوماً أثناء المعركة لينال من اسلاب
العدو، بل يتركها للمجاهدين لعفته وقناعته بما يملك من أموال ومواشي.
لقد أسندت إليه قيادة المعركة لمعرفته بشعاب ودروب المنطقة التي
كان يسكنها مع كونه احد قادة الجهاد، وأحد المستشارين لعمر المختار، وقائمقام
البراعصة والدرسة في فترة سابقة، ....
فكان في تلك المعركة فوق جواده يجوب الميمنة والميسرة والقلب وهو
عاري الرأس لايخشى الموت يوزع صناديق الذخيرة على المقاتلين تارة ويطلق عبارات
التشجيع مرة أخرى، ويقوم بتحريك جبهات القتال، وتنظيم هجومات المجاهدين، وترتيب
صفوفهم.
وسقط الشهداء واشتدت المعركة ، وارتفعت درجة حرارة البنادق بسبب
استمرار اطلاق العيارات النارية واستعمل المجاهدون الخرق البالية لتقيهم حرارة
مواسير البنادق التي لا تطيقها يد المجاهد . 😢
وكان بعض المجاهدين يملك بندقيتين يستعمل الواحد مدة ثم يتركها حتى
تبرد ويتناول الاخرى، .
وخصص القائد حسين فرقة من المجاهدين للتصدي للمصفحات المهاجمة من
الجنوب وعددها ثلاثون مصفحة ولعب كومندار طابور المعية المجاهد سعد العبد السوداني
دوراً بارزاً وأظهر شجاعة نادرة بأن قاد تلك الفرقة المواجهة للمصفحات الايطالية
وتمكن من تدمير أغلبها مع رجاله 👍
وانتزع المجاهد رمضان العبيدي العلم الايطالي من على أحد المصفحات
، وبدأ الجيش الايطالي في التقهقر ودخل الرعب نفوس ضباطه وجنوده الذين وجدوا فرصة
الحياة في الهروب 😐
وبالرغم من قصف الطائرات إلا أن الإيمان القوي ، واحتساب الأجر عند
الله كان دافعاً مهماً لدى المجاهدين.
كانت خسائر المجاهدين في الأرواح 200 شهيد من بينهم القائمقام محمد
بونجوى المسماري الذي استشهد في اليوم الثالث أثر اصابته بجرح مميت، وكانت له
مكانة عظيمة في نفوس المجاهدين ووالد زوجة عمر المختار الذي بكاه بكاءً حاراً وقال
بعد أن سمع باسشهاده (راحو الكل ياعين الجيران وأصحاب الغلا) .... ...(*14). 😢
واستشهد كل من جبريل العوامي، وستة من قبيلة العوامة، ومحمد بو
معير الدرسي والشلحي الدرسي، ومحمد الصغير البرعصي وفقد المجاهدون في تلك المعركة
عدداً كبيراً من الابل والمواشي وتم حرق بعض الخيام من جراء الغارات الجوية.
ومكث المجاهدون طيلة الليل يدفنون الشهداء وينقلون الجرحى، وقبل
بزوغ الفجر رحلوا عن ذلك الموقع، بهدف الاعداد والاستعداد للقاء العدو في موقع
جديد من مواقع القتال.... ...(*15)
واصبحت القوات الإيطالية كما يقول تيروتسي : (أصبحت الآن منهوكة
القوى تخور إعياء من شدة المعارك المستمرة منذ فترة طويلة دون توقف...) ....
...(*16).
وكانت نتائج تلك المعركة كما يلي :
☆ كانت معركة ام الشفاتير بداية
نقطة فاصلة في اتباع استراتيجية جديدة عند عمر المختار، وهي ضرورة إعادة تنظيم
المجاهدين على هيئة فرق صغيرة (*17)، تلتحم مع العدو عند الضرورة، وتشغله في أغلب
الأوقات مما يقلل في عدد الشهداء أثناء المعارك ويلحق الخسائر الفادحة بالأعداء
وفق التكتيك الجديد لحرب العصابات (اهجم في الوقت المناسب وانسحب عند الضرروة).
☆ لمح عمر المختار بنظره الثاقب
ملامح السياسة الفاشستية الجديدة وهي الابادة والتدمير (للمصالح وللرجال)، فاتخذ
اجراءات ترحيل النساء والاطفال والشيوخ الى السلوم لحمايتهم من الغارات الجوية
الايطالية ، وتيسيراً لسهولة تحرك المجاهدين وفق مايتطلبه الموقف الجديد.
كما سُمَح في حال تواجد أخين فى الجهاد سمح َ لأحد الاخوين بالهجرة
للمحافظة على وريث لهما فيما بعد حتى يكون دائماً هناك من يطالب بحقوقه ويزعج
المستعمرين الطليان، 👍
وللتعريف بالقضية الليبية بتلك البلدان ونتج عنه فيما بعد تشكيل
الجاليات الليبية في الخارج ... ..(18).
أيقن الايطاليون أنه لاجدوى من الاستمرار في العمليات العسكرية ضد
المجاهدين، مما كان سبباً في توقفها طلية سنة 1928م .... ...(*19).
لقد تحققت لموسليني ماقله من قبل : ( اننا لانحارب ذئاباً كما يقول
غراتسياني بل نحارب أسوداً يدافعون بشجاعة عن بلادهم ..إن أمد الحرب سيكون طويلاً)
..... ....(*20).
--------------------------------------------------------------------
(*1) عمر المختار للأشهب ص79.
(*2) حياة عمر المختار، لشلبي، ص117،118.
(*3) عمر المختار نشأته وحياته، ص105.
(*4) انظر: عمر المختار نشأته وحياته، ص106.
(*5) انظر : عمر المختار نشأته وجهاده، ندوة علمية، ص100.
(*6) انظر : برقة العربية للأشهب، ص425.
(*7) انظر: عمر المختار نشأته وجهاده، ص102.
(*8) انظر: معجم معارك الجهاد، خليفة التليسي، ص79.
(*9) انظر: جذور النضال العربي، محمد عبدالرزاق مناع، ص130.
(*10) انظر: جذور النضال العربي، ص137.
(*11) انظر: مجلة البحوث التاريخية، العدد الاول، السنة السادسة،
عام 1984م، ص9.
(*12) انظر: مجلة البحوث، السنة السادسة، 1984م العدد الاول، ص10.
(*13) المصدر السابق نفسه، ص10،11.
(*14) انظر: برقة العربية، ص440.
(*15) انظر: مجلة البحوث، السنة السادسة، 1984م، العدد الاول، ص16.
(*16) المصدر السابق نفسه، ص16.
(*17) انظر: تاريخ ليبيا، جون رأيت، ص153.
(*18) انظر: كفاح الليبيين السياسي في بلاد الشام (192-1950) تيسير
بن موسى.
(*19) انظر: مجلة البحوث، السنة السادسة، العدد الاول، ص17.
(*20) انظر: عمر المختار نشأته وجهاده، ص14.
☆ شيخ المجاهدين عمر المختار
..على الصلابي ص18-15
--------------------------------------------------------------------
معركة ابيار الزوزات 13/8/1927م واستشهاد حسين الجويفي والمختار بن
محمد
0 تعليقات