آخر الأخبار

الجن إنسان بشر من الناس....... 3

 

 




مصطفى طه الراوى

 

لا يملك أهل المذهب أدلة على وجود المخلوق الشبحى إلا من خلال الحواديت فقط لا يملكون اى دليل آخر إلا فقط سمعت وقالوا ولكن لا يوجد عندهم أى حقيقة ملموسة بالمطلق ، وايضا ً بعض التفسيرات التراثية والتى حرفت معنى الآيات .

 


الجن إنسان بشر من الناس........2

أتيت فى المقال السابق بآيات تخاطب العقل والمنطق بأن الجن ليس مخلوق اثيرى ولا يمكن ان يكون هناك مخلوق اثيرى ويكون له تعامل مباشر مع الإنسان ويتدخل فى حياته ثم فى الآخرة نجد ان الحساب هو هو بل والمآل والمثوى هو هو فلا يعقل

 

نأتى للآيات التى تثبت ان الجن مخلوق مرئى بشرى تماما ً .

 

(وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ٢٦) الحجر

 

كثيرا ً قلت انه علينا ان ندقق فى بداية السورة يعنى أول آيات حملتها لناس السورة ستكون هى مفتاح فهم السورة بل وهذه الآيات ستكون هى محور الحديث فى السورة يعنى لو بدأ بالكتاب اعلم ان الموضوع سيتكلم عن أحكام وعقوبات وحدود وايضا ً من الممكن ان يتكلم عن الدين عموما ً ، فالكتاب هو الخاص بالدين الإسلام وما يحتويه من حدود وأحكام وعقوبات .

 

سورة الحجر بدأت بآيات الكتاب وللتأكيد جاء ذكر كلمة مسلمين فى معرض السياق وهذا يؤكد ان الموضوع عن الدين والذى هو الإسلام ، فالدين يعنى ما شرعه الله للناس لعموم الناس .

 

(الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ وَقُرۡءَانٖ مُّبِينٖ١) الحجر

الكتاب جاءت معرفة بألف لام التعريف والذى هو ذلك الكتاب البداية لأول سورة من القرآن ويعنى ان هذا الكتاب هو الكتاب الذى تأسس على كتاب موسى ، فكتاب موسى كان ركيزة رئيسية لذلك الكتاب يعنى هو القاعدة الدستورية التى تدرج منها الكتاب الخاتم فلا يوجد إلا كتاب موسى والكتاب الذى تأسس عليه ومن هنا يكون دين الله كتاب واحد ومن هذا الكتاب تدرجت الأحكام فكان الكتاب المكمل .

 

(ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ) النص من الآية 3 من سورة المائدة

 

فالدين هو الإسلام والخاص بآيات الكتاب والتى تعنى قوانين الله التى شرعها للناس كل الناس وعندما قال ذلك الكتاب هدى للناس ومن الناس الجن ايضا َ المنوط لهم عبادة الله ثم أكملت يعنى الكتاب نفسه والذى انزل على موسى تم إكماله فى الكتاب الشامل الكامل الذى بين أيدينا الأن .

 

نعود لسورة الحجر والتى بدأت بالكتاب المعرف بألف لام التعريف وأضيف إليه قرآن مبين وجاءت غير معرفة ، والآية الثانية مباشرة ً تتحدث عن الإسلام .

 

(رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ٢) الحجر

 

الجن دخل فى هذه المنظومة والتى هى منظومة الناس فى الإيمان والكفر .

 

وفى نفس السورة سوف يأتى ذكر بأن الجان خلقه الله قبل الإنسان .

 

(وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ٢٦) الحجر

 

(وَٱلۡجَآنَّ خَلَقۡنَٰهُ مِن قَبۡلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ٢٧) الحجر

 

يعنى هناك مرحلة خلق قبل خلق الإنسان والتى صفتها جن وأى خلق حي على الأرض لابد ان يكون من مادة الأرض بل حتما ً ان يكون من مادة الأرض يعنى ينعم بالهواء والطعام وكل ما هو للكائن الحي فالمادة واحدة من نفس مادة الأرض ولكن من طبيعة مختلفة .

 

وحيث ان الآية الأولى من سورة الحجر ذكرت لنا الكتاب معرف بألف لام التعريف يعنى كتاب محدد فنجد ان الجن آمن بذلك الكتاب المقرر على الناس بل وآمن بالقرآن الذى هو هدى للناس .

 

(وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ٢٩) الاحقاف

 

القرآن كما جاء فى سورة البقرة والآية 185 هدى للناس ولم يعطف عليهم الجن

 

(قَالُواْ يَٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٖ مُّسۡتَقِيمٖ٣٠) الأحقاف

 

آمنوا بالقرآن وآمنوا بآيات الكتاب يعنى ما شرعه الله من دين وهذا يؤكد ان الجن بشر من الناس فالقرآن هدى للناس دون غيرهم بل كل الرسالات التى انزلها الله هدى للناس وليست لمخلوقات أخرى وإلا يكونوا قد خالفوا طبيعة خلقهم وخالفوا امر الله فى تخصيصه لرسالاته ..

 

علينا الآن قبل ان نتكلم فى موضوع الحوار الذى دار بين الله والملائكة والذى سيثبت ان الجن من مادة الأرض فسوف نأتى بما يؤكد ان الجن والأنس بينهم تعاون دائم إلى يوم القيامة سيكون هذا التعاون مستمر فالكل بشر ولا يمكن ان يكون هناك تقدم ونهضة إلا بالتعاون المشترك بين الجن والأنس .

 

(وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٞ مِّنَ ٱلۡإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٖ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقٗا٦) الجن

 

لو كان الجن مخلوق خفى كيف يستعين رجال من الأنس برجال من الجن ؟

 

ثم الاستعانة يعنى طلب المعونة والمساعدة فى أمر صعب عليك أو لم تستطع تحقيقه وهذا يدل على ان الجن أعلى طاقة فكرية إبداعية من الإنسان العادى فمن هنا الرجال من الأنس استعانوا برجال من الجن (طلب المعاونة) ..

 

وجاءت مفردة رجال كوصف دليل على ان الجن بشر كامل البشرية فلو كان اثيرى فلا يمكن ان يكون له جنس عضوى ..

 

ثم نجد ان الحشر واحد للصفتين للجن والأنس ولو كان الجن مخلوق خفى فليس من العدل ان يكون الحساب واحد والحشر واحد والمآل والمثوى واحد ..

 

(وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ١٢٨) الأنعام

 

نلاحظ ان الخطاب لمعشر الجن بأنهم استكثروا من الأنس ولو كان مخلوق خفى كيف يستكثروا من الأنس ، ثم قول أولياؤهم من الأنس يعنى ان الأنس أولياء للجن الذين استكثروا منهم ، فالجن اتخذ أولياء من الأنس بل واستمتع بعضهم ببعض والاستمتاع من المتاع ،

والمتاع هو كل المتطلب الحياتى من أدوات يستخدمها الناس فى الرفاهية والتنقل وغيره من متاع الدينا فالجن والأنس استمتعوا ببعضهم بما عند بعضهم البعض من ما يقدمه للآخر من مخترع وإبداع وصناعة وتكنولوجيا وهكذا .

 

ثم الأجل مطبق على الصفتين الجن والأنس وكذلك المثوى والتى هى النار ، لو كانوا مؤمنين فالمآل جنة الخلد فهنا أصبح تأكيد بان الصفتين متساوين فى الحساب

 

(وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ١٢) سبأ 12

 

لو كان الجن مخلوق خفى أو اثيرى لما رأى سليمان الجن ولا يأتى أحد ليقول ان سليمان نبى الله طلب ان يكون له ملك لم يأته الله لأحد فأمنية سليمان فى الملك وليس فى رؤى المخفى والملك هو ان الله حقق له ذلك وجعله ملك يملك مملكة فالملك يعنى الموجودات الملموسة المحسوسة وليست الأمور الخفية الاثيرية وإلا كيف يكون له ملك لم يأتيه الله لأحد وهناك أشياء مخفية عن أعين الناس .

 

الآية تقول ومن الجن من يعمل بين يديه اى يعمل عند سليمان تحت إمرته .

 

(يَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٖ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٖ رَّاسِيَٰتٍۚ ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ١٣) سبأ 13

 

كل الأعمال الإبداعية يقوم بها الجن وكل ما عددته الآية من أعمال كلها مادية فكيف الاثيرى يقوم بأعمال مادية إبداعية مرئية !!

 

والآية تقول ان الجن هذا من آل داوود نعم ناس من آل داوود لان الآية بعد هذه الأعمال والتى اشير لها (يعملون له) بأن اعملوا آل داوود شكرا يعنى الذى قام بهذه الأعمال الإبداعية من آل داوود ولكن صفتهم جن وإلا (يعملون له) العمل يعود على من ثم ان اعملوا من الذى قام بالعمل فى الآية !!

 

سليمان كان يتعامل مع الجن ويرى الجن ونفس الشىء كل من كان مع سليمان يرى الجن ويتعامل مع الجن والكل يعمل مع بعضه البعض .

 

(قَالَ عِفۡرِيتٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيۡهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٞ٣٩) النمل

 

نلاحظ عفريت (من) الجن يعنى مرتبة اقل ولكن تحمل نفس الصفة والآية تؤكد هذا ان العفريت مرتبة اقل ولكن صاحب طاقة فهو من نفس صفة الجن .

 

أنا ءاتيك به قبل ان تقوم من مقامك ، المقام هو ما عليه سليمان والذى هو ملك المملكة ، وقالوا فى تراث القوم يقوم يعنى يقف وهذا خطأ كبير فالآية تكذب هذا لان المفرداتان جاءتا مرتبطين ببعضهم (تقوم من مقامك) لو كانت تقوم يعنى تقف فماذا تعنى مقامك والتى من نفس الأصل للكلمة قم (قم ، قام ، تقوم ، قائم، مقام) كلها تصريفات للفعل قم ومنها تقوم ومقام !!

 

العفريت من الجن قادر على ان يأتى بالعرش قبل ان تنتهى ولاية سليمان على المملكة يعنى قبل ان تنتهى وظيفته فالوظيفة هى مقام سليمان ويقوم هنا يعنى يتحرك عن وظيفته (القيام) حركة وتفعيل .

 

أتيك به يعنى عمل عرش مثل عرش ملكة سبأ فهذا هو الإتيان والعرش هو قصر الحكم وهذا ستؤكده الآية التالية من السورة .

(قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ٤٠) النمل

 

الذى عنده علم (من) الكتاب مرتبة أعلى من العفريت ولكن من الجن (يعملون له ما يشاء) ، وعلم من الكتاب يعنى أكثر علما ودراسة فهو مهندس نعم مهندس سيقوم ببناء عرش مثل عرشها وزاد عليه ما حسبته الملكة لجة فهذه هى الزيادة لكى يكون هناك فرق بينه وبين عرشها وتعلم ان سليمان وقومه أكثر علما من الملكة وقومها .

 

المهم الذى عنده علم من الكتاب قال أنا ءاتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك .

 

الارتداد هو العودة للنقطة التى انطلقت منها (كرة مرتدة اى أخذها الفريق المغاير ليردها إلى الجهة التى انطلقت منها) .

 

قبل ان يرتد إليك طرفك ، اى قبل ان يعود مرسولك أو رسولك أو من أرسلتهم للملكة بخطابك ، وهذا يدل على ان المسافة كانت فى ذلك الوقت وحسب وسائل المواصلات بعيدة نسبيا ً فالذى عنده علم الكتاب سيقوم ببناء العرش قبل ان يعود من أرسلهم سليمان بالخطاب فهم من طرف سليمان (طرفك) .

 

أعمال مادية ملموسة محسوسة لا يمكن ان يقوم بها مخلوق اثيرى .

(فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ٣٦) ص

 

(وَٱلشَّيَٰطِينَ كُلَّ بَنَّآءٖ وَغَوَّاصٖ٣٧) ص

 

الموضوع عن نبى الله سليمان ففى سورة سبأ والآية 12 ذكر لنا الله (ومن الجن من يعمل بين يديه) ثم ذكر لنا المراتب التى تحت هذه الصفة عفريت من الجن ثم الآية من سورة ص والشياطين كل بناء وغواص .

 

استعراض لمراتب تحت نفس الصفة (الجن) والتى هى جمع كلمة جان فالعفريت مرتبة من مراتب الجن لها حدود عملها وكذلك الشيطان مرتبة ايضا ً من نفس الصفة ولها حدود عملها فهم بناءين وغواصين .

 

(وَمِنَ ٱلشَّيَٰطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُۥ وَيَعۡمَلُونَ عَمَلٗا دُونَ ذَٰلِكَۖ وَكُنَّا لَهُمۡ حَٰفِظِينَ٨٢) الأنبياء

 

الخطاب فى الآية عن نبى الله سليمان نجد ايضا ً الشياطين يعملون بالغوص ويحفظهم الله لانهم يعملوا أعمال نافعة فليس كل الشياطين أشرار بل منهم من يعمل أعمال نافعة مفيدة ولكن هى مراتب فى العمل وقدرات ..

 

اكتفى بهذا القدر واعرف ان الموضوع طويل لانه لابد من شرح وافى فنحن غارقين فى تراث لنا قرون وقرون فكان لابد ان نأتى بآيات كثيرة بقدر المستطاع وانا اكتب لمن يقرأ فقط مع كامل احترامى لمن لا يقدر على ان يقرأ موضوعات طويلة ، وسوف اشرح فى المقال القادم بعض الآيات التى استشكلت علينا فى هذا الموضوع وهل كانت الملائكة تعلم الغيب فى ردهم على الله ام الموضوع خاص بسكان الأرض والذين طبيعتهم لابد ان تكون من نفس طبيعة الأرض ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات