عن البهرة (3)

 

 

مالك الأشتر

 

ينتشر اليوم البهرة في 41 دولة حول العالم وحسب الموقع الرسمي للبهرة الداودية فان تعدادهم يتجاوز المليون نسمة، ومن أهم ما يتسمون به هو النشاط والحركة فمن أهم المبادئ التي رسخها الدعاة في عقلية البهرة هي الانسجام مع المجتمع الذي يعيشون فيه مع الحفاظ على خصوصيتهم الثقافية فمن أهم الأحاديث التي يرفعونها شعارا لهم «حب الوطن من الإيمان» لذلك تراهم دائما ما يظهرون في أداور اجتماعية مختلفة في البلدان التي يعيشون فيها سواء كانت دولا إسلامية أو غير إسلامية.

 

يولون اهتماما كبيرا بالتعليم ويعتبرون التعليم الجيد من أهم الفروض على المؤمن فيرسلون أبناء الطائفة للدراسة في أكبر جامعات العالم ومنهم جيل متفوق بشكل كبير في مجال تكنولوجيا المعلومات IT وعلوم الاقتصاد.

 

أهم السمات التي يتمسك بها البهرة:

 

- اللغة: بالرغم من ان غالبية البهرة هنود لغتهم هي اللغة الكوجراتية، إلا أن كثيرا لا يعرفون أن البهرة لهم لغة خاصة بهم اسمها «لسان الدعوة» وهي لغة منحدرة من أصول عربية وفارسية وأردية وكوجراتية ، بنائها الرئيسي كوجراتي من حيث القواعد والنظام اللغوي ولكنها متداخلة بشكل كبير مع الثلاث لغات الأخرى بحيث لا يستطيع فهمها إلا من قام بدراستها وممارستها بشكل جيد، وهي لغة التواصل فيما بينهم.

 

- الملبس: يحافظ البهرة بشكل رئيسي على الملبس التقليدي لهم أيا كانت البلاد التي يعيشون فيها وهو بالنسبة للرجال مكون من 3 قطع بيضاء اللون حيث ان الأبيض هو رمز الدعوة ورمز الدولة الفاطمية عموما، بالإضافة لغطاء رأس على شكل القبعة العربية الإسلامية ويكون مطرز باللون الذهبي ويسمى بلسان الدعوة «طوبي»، أما بالنسبة للنساء فهو مكون من قطعتين رئيسيين ويسمى بلسان الدعوة «الرضا» ويكون بأي لون تختاره المرأة.

 

- المطعم: يتبنى البهرة ثقافة غذائية خاصة يتمسكون بها بشكل كبير ومن اهم معالمها هي تجمع الأسرة على الطعام على الأرض في الغالب، ويجب على الأسرة مشاركة جزء من طعامها مع الجيران أو الأصدقاء.

 

- الاقتصاد: ممارسة التجارة ودخول عالم البيزنس من أهم سمات البهرة وتقديم النموذج الخاص بهم في الاقتصاد هو يشبه الفريضة بل ان كل مؤمن لديهم يجب أن يقوم بعمل تجاري أو صناعي ويقدم نموذجا اقتصاديا يحتذى به.

 

- المجلس: وهو من أهم ما يجب على المؤمن لديهم المحافظة عليه وهو يشبه المجالس الحسينية لدينا أو حلقات الذكر لدى الصوفية ، ويقام في مواقيت محددة وفق تقويم البهرة للمناسبات الدينية ويكون به مجلس الوعظ والذي يكون بمثابة درس اما في القرآن او التاريخ أو الأخلاق ..الخ. واهمه على الإطلاق مجلس العشرة المباركة في أيام عاشوراء الحسين عليه السلام.

 

- الزيارات: يهتم البهرة بشكل كبير بزيارة الأماكن المقدسة في شتى بقاع الأرض وأهما لديهم هو شعيرة الحج وزيارة المدينة وكافة العتبات المقدسة المعروفة بالإضافة لبعض المزارات ذات القدسية الخاصة لديهم وخاصة في مصر واليمن وفلسطين المحتلة.

 

من هذا المنطلق نشط البهرة منذ سبعينيات القرن الماضى في توفير مبالغ ضخمة لإعادة اعمار مزاراتهم ونالت مصر نصيبا كبيرا من هذا الجهد فتم تجديد واعمار مسجد الحاكم بأمر الله وإهداء مقصورة جديدة لمقام السيدة رقية بنت أمير المؤمنين وتجديد مقام مالك الاشتر بالمرج ومسجد الجيوشي ومسجد اللؤلؤة بالمقطم وتبرعوا بمبالغ كبيرة لمسجد السيدة زينب ومشهد الحسين وغير ذلك كثير.

واستقر عددا منهم في مصر ومارسوا التجارة فامتلكوا سلسلة محلات حلويات شهيرة تنتشر فروعها في جميع أنحاء البلاد كذلك أسسوا شركة ومصانع لصناعة الورق تستحوذ اليوم على نسبة كبيرة من سوق ورق الطباعة في مصر.

 

ونظرة لطبيعتهم تلك فهم على علاقة طيبة بالحكومة والدولة بل كفلت لهم الدولة حرية العبادة وإحياء عاشوراء بشكل ليس فيه اي تقييد .. وكذلك فإن علاقتهم طيبة بالحكومة الإيرانية والحكومة العراقية ، ويسمح لهم «الكي ان الصهي وني» كذلك بالدخول لزيارة مزار عسقلان المقدس وتسمح لهم حركة حماس في كل عام بدخول قطاع غزة لزيارة مقام سيدنا هاشم بن عبد مناف جد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ..

 

يلزم أيضا التوضيح أنه قد يعاني المصريون عموما من أنهم أحيانا لا يستطيعون زيارة تراث بلادهم بنفس الحرية التي يتمتع بها البهرة فهم ممنوعين مثلا من زيارة مشهد الجيوشي الشهير في المقطم وفقط يدخله البهرة، أما مسجد اللؤلؤة التاريخي الشهير فأصبح ملكا البهرة لايستطيع المصري العادي دخوله ومشاهدته إلا باستثناء وموافقة البهرة مسبقا.

 

حسب آراء اغلب المسلمين (الأزهر الشريف والزيتونة والحوزة العلمية بالنجف و حوزة قم) فإن البهرة من أهل القبلة ولا يجوز تكفيرهم وإن كانوا فئة ضالة.

 

أما بالنسبة للوهابية وبعض إخباريو الشيعة فهم يكفرونهم وهو رأي شاذ ليس له أساس علمي. فهم يصلون الخمس صلوات ويحجون البيت ويتوجهون له في صلواتهم ويصومون رمضان ويخرجون الزكاة ويوالون أهل الكساء.

عن البهرة (2)