حسن مطر
تذكر المصادر التاريخية أن الشيخ المفيد (متوفى 413 هـ) مؤسس
المذهب الشيعي الاثني عشري كان مقرباً لجهاز السلطة البويهية وكان حاكم العراق عضد
الدولة البويهي يزوره في داره، فيما جمع معاصره الحسين الطاهر (والد الشريفين
المرتضى والرضي) بين السلطتين الدينية والسياسية في البلاط البويهي وورث ولداه
نقابة الطالبين.
أما الشيخ الطوسي فقد قام الخليفة العباسي القائم بأمر الله بتعميم
محاضراته على طلبة العلوم الدينية من مختلف المذاهب ومنحه منصباً شرفياً (كرسي
الكلام) احتراماً له.
وبعد سقوط الحكم البويهي على يد السلاجقة انكفأ التأثير الشيعي
ووجوده العملي، رغم تحالف هؤلاء السلاجقة مع المزيديين (أمراء الحلة الشيعة).
وبعد مقتل الوزير السلجوقي نظام الملك (485 هـ) خف الضغط عن الشيعة
- وغيرهم من المذاهب - وعاشوا فترة رخاء وحرية واسعة تحت حكم الخلفاء العباسيين
الناصر لدين الله (622 هـ)، الظاهر بأمر الله (623 هـ)، المستنصر بالله (640 هـ)،
المستعصم بالله (656 هـ). وقد تقلدوا مناصبا رسمية كوزراء، وصار هناك ميلاً رسمياً
للتشيع في أواخر الدولة العباسية، وقيل أن الخليفة الناصر لدين الله تشيع!
أما بعد سقوط بغداد على يد المغول، فللشيعة حكاية أخرى مثيرة
للجدل.
هل تعتقد أن كلمة (اضطهاد) مُقحمة في أدبيات الشيعة لأغراض مذهبية
بحتة؟
0 تعليقات