آخر الأخبار

حجية السياق القرآني .. آية التطهير أنموذجا ..

  





 

علي الأصولي

 

السياق في اللغة : أصله (سوق) قلبت الواو ياء لكسر السين. وهو أصل واحد. وهو حدوُ الشيء. يقال : ساقه سوقا يسُوقهُ سوقا. والسيقة : ما استيق من الدواب. ويقال : سُقتُ إلى امرأتي صداقها واسقتُه.

 

والسُّوق مشتقة من هذا. لما يُساق إليها من كل شيء والجميع أسواق. والساق للإنسان وغيره. والجميع سُوق. إنما سميت بذلك لأن الماشي ينساق عليها. وللقرآن الكريم استعمال لمادة (السوق) وأكثره استعمالا هو للحدو نحو قوله تعالى {ونسُوقُ المجرمين لجهنم وردا} والذي يسوق هو السائق قال تعالى {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} وغيرها من الأمثلة الأخرى.

 

أما اصطلاحا : فمثلا تناول علماء الأصول السياق على مسمى سياق الكلام أو سياق النظم واللفظ الواضح فيما سيق له. كما استعملوا هذا الموضوع لتحديد دلالة بعض الألفاظ من قبيل : النكرة في سياق الشرط والنكرة في سياق النفي. وكيف كان: السياق متعلقه وحدة الكلام ومقصوده من كلام سابق أو لاحق. هذا ما أفهمه من خلال تعرضهم لمسألة السياقات. طبعا مع ملاحظة تقسيم السياق إلى سياق لفظي وسياق حالي. والأول. مستفاد من الألفاظ والثاني. مستفاد من الجو الحاكم والقرائن الحالية والمقامية المحيطة بالكلام أو قل بالآية القرآنية موضوع البحث المراد فهمه. بالتالي السياق اللغوي هو ما يساعد على فهم النص (الآية) مثلا بمرعاة ما قبلها وما بعدها. وعليه سياق الآية تكون مقبولة الإطلاق بشرط عدم المقيد أو قل تكون مقبولة العموم بشرط عدم المخصص ونحو ذلك.

 

إذن: السياق على ضوء ما ذكر قرينة تفهيمية من سنخ القرائن التي يمكن الاتكاء عليها. والحجيّة التي يمكن الاعتماد على قرينية السياق هو كونها من صغريات حجيّة الظواهر كما في الأصول.

 

بعبارة أخرى : أن السياق قرينة لفظية مقاليّة تفهم عن طريق التتابع الخاص الموجود في الجمل الكلاميّة. ولهذا قرر في الأصول من أن السياق قرينة في الكلام أي أنه متى ما أردنا فهم كلمة قرآنية أو أية ما.

 

نحاول النظر إلى ما حفها من كلام سابق أو لاحق وفي أي سياق.

 

وما نحن فيه هو موضوع آية التطهير التي هي بالأصل ليست آية برأسها إنما جزء من آية قرآنية وردت في سياق آياتي يتحدث عن نساء النبي (صلى الله عليه وآله) فهل يمكن فهم الآية على أنها نزلت على نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بالخصوص أو بالتشريك مع علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام) بناءاً على حجية السياق؟ وفي مقام الإجابة: الآية الكريم فيها مقاطعان الأول.

 

منهما هو خاص بنساء النبي (صلى الله عليه وآله) والآخر خاص بغير نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وكونها آية ذات مقطع في أمر ومقطع آخر في موضوع ثان. فهو راجع لتعدد الأزمنة إذ لكل مقطع من هذه المقاطع زمان. وعليه فلا حُجيّة أصولية عندنا للسياق القرآني مع وجود التعدد الأزماني. نعم" لو كان المقطع بزمن واحد لكان السياق حُجة بلا كلام. ولكن الآية ليست بزمان واحد بدلالة المقطع الذي دخل على الآية وسياقها.

 

وبكلمة واحدة: السياق القرآني حُجة بشرط شيء. أو قل بشرط الوحدة الزمنية. وأما مع اختلاف الأزمان فالحُجيّة منتفية.

 

نعم" لا يمكن إدعاء وحدة السياق مع تغيير الضمير كما في آية التطهير وكما يعرف بأن القرينة اللفظية أقوى دلالة من القرينة السياقية كما نص علماء البلاغة في مدوناتهم. وهذا يعني أن المقطع الأول يختلف عن الثاني والمقطع الثالث يختلف عن الثاني.

 

وكيفما كان: مع فرض الشبهة والإشتباه بتحديد السياق لنا أن نرجع للقرينة المنفصلة لتحديد الآية ومرادها ودونك الإخبار التي رويت في المصادر حول آية التطهير وإلى الله تصير الأمور ..

 

إرسال تعليق

0 تعليقات