آخر الأخبار

معارك شرق الفرات أمريكا وروسيا أم تركيا وسوريا؟!







معارك شرق الفرات
أمريكا وروسيا أم تركيا وسوريا؟!

محمود جابر


منذ نهاية الشهر الماضي ازدادت حدة الأزمة بين سوريا وتركيا، وبدأ الجيش العربى السورى فى مهام تحريرية فى شرق الفرات وأدلب وغيرها، وفى المقابل  تتصاعد حدّةُ التوترات بين القوات الأمريكية والروسية في مناطق شرقي الفرات، وبالتحديد في محافظة الحسكة شرقي سوريا، وتُترجم هذه التوترات باحتكاكات بين جنود الطرفين، حيث تعمل الولايات المتحدة على ترسيم حدود مناطق نفوذها، فيما تسعى روسيا إلى توسيع نفوذها في تلك المنطقة، الأمر الذي يُنذر بحصول تصادم بينهما خصوصاً في ظل تباعد رؤية الطرفين للحل النهائي في سوريا.

تُلقي هذه الورقة الضوء على التحول الحاصل في العلاقة بين القوات الروسية والأمريكية في منطقة شرق الفرات، ومعرفة اتجاهاته واستشراف مآلاته.

جاءت تحركات الجيش العربى السورى من اجل إفشال المخطط الامريكى فى ترسيم الحدود وتم الدفع باردغان فى مواجهة سوريا .

أسباب الصراع

حرّكت عمليةُ الانسحاب التي قامت بها القوات الأمريكية من مناطق في شرق سوريا، في أكتوبر 2019، أطماعَ روسيا في السيطرة على منطقة شرق الفرات الغنية بالنفط والثروات الاقتصادية، والمُشرفة على طريق التجارة مع العراق، والقريبة من حقول نفط شمال العراق، حيث تطمح روسيا إلى مدّ أنابيب لنقل نفط شمال العراق إلى الموانئ السورية بدلاً من تصديره عن طريق تركيا أو إيران.

وانتشرت القوات الروسية في عدد من النقاط بعد الانسحاب الأمريكي من شريط حدودي. واستغلت روسيا الصفقة التي عقدتها مع تركيا، بعد الهجوم التركي على مناطق شرق الفرات “عملية نبع السلام”، فتم الاتفاق على دخول قوات سورية وروسية إلى شرق الفرات وذلك للمرة الأولى منذ عام 2012. وتهدف روسيا من تمددها في شرق الفرات إلى تحقيق ثلاثة أهداف، هي: ضمان السيطرة العسكرية على تلك المناطق في سوريا؛ والوصول إلى طريق التجارة مع العراق “إم 4″؛ وخلق توازن مقابل الوجود العسكري الأمريكي في الخليج والعراق.

الولايات المتحدة ومحاولة استدراك الخطأ

أشعرت التحركات الروسية القيادات العسكرية الأمريكية بمدى فداحة الخطأ الذي ارتكبوه نتيجة تقليص وجودهم في سوريا، وإذا كان من غير الممكن العودة إلى المناطق التي انسحبت منها القوات الأمريكية بعد مسارعة القوات الروسية إلى احتلالها، فإن القوات الأمريكية تحاول تدارك الأوضاع عبر وقف التمدد الروسي وحصره ضمن مناطق محدّدة.1

فقد اعترضت دورية عسكرية أمريكية في 21 يناير الماضي طريق دورية عسكرية روسية على الطريق الدولي في محافظة الحسكة، بالقرب من بلدة المالكية شمال شرقي سوريا، وأجبرت الدوريةُ الأمريكية الدوريةَ الروسية على العودة أدراجها باتجاه القامشلي. وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ تقوم القوات الأمريكية بما يشبه “الكمائن” لمسار الدوريات الروسية القامشلي ومحيطها، حيث يُصر الأمريكيون على منع دخول الروس إلى مدينة الحسكة أو الوصول إلى المعابر الحدودية مع العراق، وخاصة مع اعتقاد الأمريكيين بأن المكاسب الروسية لن تتوقف عند حدود سوريا، وأن الروس يضعون أعينهم على ثروات كردستان العراق النفطية.2 بالإضافة لذلك، يعلم الأمريكيون من خلال تجربتهم في سوريا، أن المناطق التي تسيطر عليها روسيا تصبح مفتوحةً للنفوذ الإيراني، إما لقدرة إيران على التغلغل في البيئات الشعبية في تلك المناطق، أو بسبب استدعاء الروس لهم من أجل المساعدة في حفظ أمن تلك المناطق.

ويتمثل الرد الأمريكي على الإجراءات الروسية بتأكيد استراتيجية التطويق والاحتواء التي طبقتها القوات الأمريكية تجاه التمدد الإيراني في هذه المناطق، والإبقاء على السيطرة على المناطق الحاكمة، وخاصة المثلث الحدودي بين سوريا والعراق جهة القامشلي، وكذلك تأكيد ضمان بقاء سيطرة “قسد” على المنطقة، بوصفها القوة المحلية الممثلة للإرادة الأمريكية.3

التحركات على الأرض ومواقع انتشار الطرفين

سارعت روسيا إلى فرض وقائع على الأرض، بهدف تغيير المعطيات السابقة نهائياً، وقامت بإنشاء سلسلة من القواعد في مناطق شرق الفرات، كالآتي:

إنشاء قاعدة لهبوط المروحيات القتالية في مطار مدني بمدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا. وتخضع القاعدة الجديدة لحماية من نظام بانتسير للدفاع الجوي، وتم نشر طائرات هليكوبتر وطائرتين هجوميتين من طراز “ميغ 35”.4

إنشاء قاعدة في مطار الطبقة العسكري بعد إخلائه بالكامل من قوات سوريا الديمقراطية، واستقدمت إليه كافة التعزيزات العسكرية، بما فيها طائرات مروحية لنقل المستشارين الروس من القواعد العسكرية وإليها بين حلب ومحافظة الرقة.

إنشاء قاعدة في مدينة عين عيسى شمال مدينة الرقة وعلى خطوط التماس بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية وجيش النظام السوري، وذلك في اللواء 93 مدرعات الذي يتبع الفرقة 17 في مدينة الرقة، وعززته القوات الروسية بأكثر من خمسين مدرعة روسية.

إنشاء قاعدة في منطقة انتشار الفرقة 17 مشاة الواقعة في المحيط الشمالي الشرقي والمحاذية لمدينة الرقة.

إنشاء قاعدة في قرية السبت شمال ناحية صرين التي سيطرت عليها القوات الروسية بعد انسحاب القوات الأمريكية منها.

وبهذا تكون القوات الروسية أنشأت قواعد عسكرية مترابطة فيما بينها جنوب مدينة عين العرب بنحو 40 كيلومتراً على طريق حلب الحسكة الدولي.5

مواقع انتشار القوات الأمريكية

انسحبت الولاياتُ المتحدة من 16 قاعدة ونقطة عسكرية، ابتداءً من منبج مروراً بعين العرب والرقة وصولاً إلى الحسكة، وأبْقت على وجودها في دير الزور الغنية بالنفط، وقواعدها في الحقول النفطية بالحسك بحجة حماية حقول النفط من “داعش” وحرمانه من عائداتها المالية. وأخْلت القوات الأمريكية 4 نقاط مراقبة على الحدود مع تركيا، إلا أن الجيش الأمريكي عاد إلى 6 قواعد ونقاط عسكرية بعد توقف عملية “نبع السلام”، كما أسس قواعد جديدة في دير الزور، وأرسل تعزيزات إلى تلك المناطق.

وتمركزت القوات الأمريكية في نقاط جديدة ابتداءً من أقصى شرق سوريا، قرب الحدود العراقية، واتخذت من الباغوز قاعدة صغيرة، وتقع الباغوز على ضفة نهر الفرات اليسرى. وتهدف واشنطن من تلك القاعدة إلى مراقبة وضبط الحدود العراقية السورية على الضفة اليسرى لنهر الفرات، أو كما يعرف محلياً بمنطقة الجزيرة، كما تعتبر تلك القاعدة أقرب النقاط الأمريكية إلى معبر القائم بين سوريا والعراق، والذي يتحكم فيه الحرس الثوري الإيراني.6 ويلاحظ أن الأولوية في إعادة الانتشار الأمريكي متركزة على محور نهر الفرات، حيث تسيطر الميليشيات الإيرانية على الضفة المقابلة، فأنشأ الجيش الأمريكي قاعدة في بادية السوسة، غرب الباغوز، نقل إليها دبابات وعربات هَمَر، وجهّز فيها مهبطاً للطائرات المروحية نوع أباتشي. إضافة إلى قاعدة إلى الغرب منها في هجين، في بناء سكة القطار.

وتترافق تلك التحركات الأمريكية مع حركة بناء قواعد متسارعة لقوات سوريا الديمقراطية في المنطقة النفطية شرق دير الزور والحسكة، والتي أعلنت الولايات المتحدة البقاء فيها، وبَنَت عدة قواعد في منطقة الروضة بين دير الزور والحسكة، وحقول الصيجان والأزرق والملح. 7

وحافظت واشنطن على أبرز القواعد الأمريكية في سوريا وشرق الفرات، حيث تعتبر قاعدة الرميلان أكبرها، إضافة إلى قاعدة تل بيدر، وقاعدة الهول، وقاعدة الشدادي جنوب الحسكة. ويضاف إلى قواعد شرق الفرات، توجد قاعدة التَّنف على الحدود العراقية السورية الأردنية، والتي تقطع الطريق الدولي السريع بين بغداد وسوريا، وتحافظ الولايات المتحدة على تلك القاعدة بهدف الحد من نشاط الميليشيات الإيرانية في سوريا، وتطويق إيران.

وتشير خريطة انتشار القواعد الأمريكية إلى أن الأراضي الواقعة شرق طريق دير الزور-الحسكة الجديد، وصولاً إلى جنوب الحسكة وشرق القامشلي، ستكون منطقة نفوذ أمريكية خالصة.

ووفقاً للمسؤولين الأمريكيين، يوجد الآن نحو 750 جندياً أمريكياً في شرق سوريا، منتشرين عبر مجموعة من الأراضي تمتد على مسافة تزيد عن 150 كيلومتراً، من دير الزور إلى المنطقة الحدودية شرق الحسكة.8

المناطق المستهدفة من روسيا في شرق الفرات

يضع الروسُ نصب أعينهم، جراء تحركهم شرق الفرات، السيطرةَ على مناطق استراتيجية معينة؛ فمن شأن تحقيق تلك السيطرة تغيير الميزان الاستراتيجي لمصلحتهم في المرحلة الحالية، حتى مع بقاء سيطرة القوات الأمريكية على حقول النفط.

وفي هذا الشأن يلاحظ أن الروس فرضوا سيطرتهم على معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق، والذي يشكل معبراً لإدخال القوات والأسلحة والمعدات الأمريكية إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد”. كما أنهم سيطروا على الطريق الحيوي الذي يربط بين حلب والقامشلي، والذي يشكّل شريان الحياة للمنطقة ولحقل رميلان النفطي الذي بَنَت القوات الأمريكية بالقرب منه قاعدة عسكرية ضخمة.

وتشكل السيطرة الروسية على هذه النقاط ضربةً للوجود الأمريكي في سوريا، حيث ستصبح القوات الأمريكية من دون طرق إمداد، وتحت رحمة القوات الروسية، وتصبح القواعد الأمريكية نقاط معزولة، ولن يلبث القادة العسكريون المطالبة بإعادتهم إلى الولايات المتحدة، وهذا ما أدركه القادة الميدانيون الأمريكيون ودفعهم إلى إبداء مقاومة شديدة للمحاولات الروسية السيطرة على هذه المناطق.

التكتيكات الروسية والاستجابة الأمريكية

إضافة إلى التحرك الميداني، تتبع روسيا جملة من التكتيكات لمجابهة الوجود الأمريكي شرق الفرات، من أهمها:

الضغط على الأكراد بهدف دفعهم إلى التوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد يتيح له استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة، وإخراج الولايات المتحدة من اللعبة.

التهديد بتشكيل مجموعاتٍ مسلحة من العشائر العربية لمقاومة الوجود الأمريكي والأكراد.

التهديد بالمواجهة مع الأمريكيين، من خلال نشر منظومة جوية صاروخية متطوّرة في مطار القامشلي.

لكن، يبدو أن التكتيكات الروسية لا تؤدي الأثر المطلوب في السياسة الأمريكية لعدة أسباب، أهمها:

أن القرار الخاص بوضع القوات الأمريكية في سوريا أصبح بيد جهات متشددة في البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التي ترفض الانسحاب ومنْح روسيا نصراً مجانياً.

تغيُّر المعطيات السياسية في المنطقة بعد مقتل قائدة قوة القدس الإيرانية قاسم سليماني، ومطالبة الحكومة العراقية بسحب القوات الأمريكية، وهو الأمر الذي رفضت الإدارة الامريكية الانصياع له، لاعتقادها أنه سيؤثر في مصالحها وهيبتها في كامل المنطقة.

يبدو ترامب نفسه، الذي طالما راهنت روسيا على مزاجتيه ورغبته في الخروج من سوريا، متمسكاً بالبقاء في سوريا، وقد بات هذا الأمر يشكّل أهمية خاصة له في ظل استحقاق العام الانتخابي.

أدوات طرفي الصراع

تشهد منطقة شرق الفرات هجمةً شرسة من قبل الروس والأمريكيين، حيث يستخدم الطرفان أوراقهما لتعزيز نفوذهما في المنطقة، وذلك من خلال:

إقامة مراكز عسكرية وأمنية؛ فقد باتت المنطقة تعج بعشرات القواعد، حيث تمتلك القوات الأمريكية 13 قاعدة ونقطة عسكرية، في حين يمتلك الروس خمس قواعد مدججة بالعناصر والأسلحة.

بناء تحالفاتٍ متداخلة، عبر استقطاب القوات الكردية وتركيا من خلال محاولة كلٍّ من روسيا وأمريكا كسب الطرفين وتطويعهما في خدمة استراتيجيتهما الهادفة إلى إخراج كل طرف الآخر من مناطق شرق الفرات.

تشكيل جماعات مسلحة، حيث تحوّل السباق إلى استمالة المكونات الموجودة في المنطقة وعسكرتها، وقد شكلت روسيا كتيبة من الأشور والأرمن الذين يعيشون في تل تمر، وتحاول استمالة القبائل العربية، كذلك تسعى الولايات المتحدة إلى منح العرب في قوات” قسد” وضعية خاصة، حتى لا يشعروا بالتهميش تحت قيادة الأكراد، ويكون ذلك سبباً لميلهم تجاه روسيا.

تشجيع الولايات المتحدة الأكراد للتفاوض مع تركيا، بهدف تغيير المعطيات لغير صالح الروس، وقد أشارت مصادر كردية إلى الاجتماعات التي عقدها “المجلس الوطني الكردي” في سوريا، مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، في إسطنبول في الأسبوع الثاني من شهر يناير 2020، بهدف إجراء مصالحة بين قوات سوريا الديمقراطية والمجلس الوطني الكردي. وبحسب المصادر الكردية، طالب جيفري المجلس الوطني بعدم الانسحاب من الائتلاف الوطن المعارض، نتيجة خلافات الطرفين بعد عملية نبع السلام التركية، كما طالب جيفري قوات سوريا الديمقراطية بتحسين علاقاتهم مع إقليم كردستان. وأكد المصدر أن تركيا لا تزال تُبدي اعتراضاَ على التفاوض مع “قسد”، ولا تزال تطالب بضمانات لفك ارتباط الأخيرة مع “حزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه تركيا حزباً إرهابياً، والتحول إلى حزب سياسي محلي بأجندة سورية، وقال المصدر، إن “قسد” تعمل على تشكيل وفد للتفاوض مع تركيا، من شخصيات سورية لا علاقة لها بـ”العمال الكردستاني”، وذلك كبادرة حسن نية نحو تركيا.9

السيناريوهات المحتملة لمستقبل الصراع الروسي الأمريكي في سوريا

السيناريو الأول: حصول تصادم مباشر بين الطرفين الروسي والأمريكي في شرق الفرات؛ إذ تؤشر زيادةُ تعقيد التفاصيل الميدانية في مناطق شرق الفرات، والتداخلات الكبيرة في مناطق النفوذ، إلى احتمال أن تتحوّل الاحتكاكات المتواترة الى مواجهات حقيقية، في ظل تناقض الاستراتيجيات، واختلاف الدوافع، والصراع على النفوذ، خصوصاً مع إصرار روسيا على تحقيق هيمنة مطلقة على كامل تفاصيل الملف السوري، في مواجهة العناد الأمريكي ورفض الاعتراف لروسيا بحق احتكار الملف السوري.

وإذ تنطلق روسيا من واقع أن الوجود الأمريكي في مناطق النفط السورية، وإقرارها “قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين” في نهاية العام الفائت، سيؤثران في فعاليتها في سوريا، وأنه لا حل إلا برحيل القوات الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تسعى إلى ترميم الأخطاء التي وقعت فيها إدارة ترامب وتحاول استعادة الثقة لدى حلفائها، وهو ما أثبتته جولة جيفري على المنطقة. ويبدو هذا السيناريو محتملاً ما لم يتراجع أحد الطرفين عن تحركاته، أو يُعيدان صيانة خطوط التنسيق بينهما والاتفاق على حدود نفوذ كل طرف.

السيناريو الثاني: اشتعال حرب الوكالة بين الطرفين في مناطق شرق الفرات؛ حيث بدأ الطرفان تجييش المكونات المحلية واستقطابها لتثبيت النفوذ وزعزعة نفوذ الطرف الآخر. ويبدو هذا السيناريو أقل تكلفة من الصدام المباشر، لكنه يؤدي غرض استنزاف طاقة الخصم وقدراته، وقد يتطوّر الأمر إلى حد صدام الوكلاء المباشرين، قوات سورية الديمقراطية وقوات نظام الأسد، باعتبارهما أكثر القوى المجهزة والمدربة في تلك المناطق.

وهذا السيناريو قابل للتحقق في حالة عدم القدرة على الوصول إلى مخارج سريعة لأزمة العلاقات بين الطرفين، وإدراك كل طرف أن الطرف الأخر مصمّمٌ على موقفه، وأن الصدام المباشر مسألة تحوطها مخاطر كبيرة.

السيناريو الثالث: بقاء الوضع على ما هو عليه، أي استمرار المناوشات بين الطرفين والتي يمكن ضبطها والسيطرة عليها. ويعزز هذا السيناريو خبرة التعاون بين جيشي البلدين في تجنب التصعيد، منذ أيام حرب البلقان، ويوضح رئيس أكاديمية المشكلات الجيوسياسية الروسية، ليونيد إيفاشوف، ذلك بتأكيده أن الولايات المتحدة لا تريد تحويل الصراع هناك إلى مواجهة مع روسيا.10 لذلك، يمكن القول إن بعض المناوشات بين عسكريي البلدين سوف تستمر في الحدوث، ولكنْ هناك تقاطع في كثير من المصالح، والأمور لن تصل إلى الضغط على الزناد وإطلاق النار. بالإضافة لذلك، فإن روسيا المنشغلة في إدلب لن تُقْدم على فتح جبهة جديدة في مناطق شرق الفرات، قبل حسم الأمور في حلب وإدلب.

إرسال تعليق

0 تعليقات