علي
الأصولي
حاول المستشكل إدانة الشيخ القمي بكل ما أوتي من قوة بعد البحث عن
المنقولات التي لا يلتزم بها مشهور المذهب من قبيل - تحريف القرآن الكريم - و -
التشبيه والتجسيم - وغيرها من النقولات المروية في كتاب - تفسير القمي - وكيف
كان" يمكن إدانة الشيخ علي بن إبراهيم بشروط منها تنقيح صحة نسبة الكتاب إليه
من الجلاد للجلاد على نحو العلم ما رواه هو شخصا وآمن به نقلا.
إماميا ذهب جماعة من المعاصرين المحققين على إلى ان هذا الكتاب -
تفسير القمي - هو غير ما ألفه علي بن إبراهيم. وهذا الموجود الآن المنسوب إليه
وليس له. فقد ذكر الشيخ هادي معرفة - وهو خبير العلوم القرآنية - في كتابه - صيانة
القرآن من التحريف - ان هذا التفسير منسوب إليه من غير أن يكون من صنعه. وإنما هو
تلفيق إملاءاته على تلميذه أبي الفضل عباس بن محمد العلوي - والذي نص عليه كبير
طلبة المحقق الخوئي الرجالي آصف محسني قندهاري - بالقول - وأما العباس فلم أجد
ترجمته لحد الآن فهو مجهول –
مع ملاحظة إن قسم وافر من تفسير أبي الجارود ضمه إليها أبو الفضل.
وكمله بروايات من عنده وكما وضع له مقدمة .. الى ان قال - الشيخ معرفة –
وقد يستدل على ذلك بأدلة أهمها:
أ - إن إسناد ما ورد فيه ساقط عن الحجية. وذلك لوجود مجاهيل فيه
كأبي الفضل عباس بن محمد العلوي وغيره.
ب - وجود عبارات في الكتاب تدلل نسبته إليه كقوله - رجع الى تفسير
علي بن إبراهيم - و - رجع الى رواية علي بن إبراهيم - و - رجع الى حديث علي بن
إبراهيم - وغيرها.
وعليه فإن النتيجة أن التفسير الموجود خليط من تفسير القمي وغيره
ولا يمكن التمييز في ذلك. أنتهى".
ولهذا تحفظ المرجع المعاصر السيد السيستاني على نسخة الكتاب -
تفسير القمي - لعلي بن إبراهيم - اذ نقل - القندهاري الشيخ محسني - قال لي السيد
السيستاني شفاها ان واحدا من تلاميذ علي بن إبراهيم جمع روايات تفسيره وتفسير أبي
الجارود في كتاب وأشتهر هذا الكتاب بأسم - تفسير علي بن إبراهيم - انتهى - بحوث في
علم الرجال –
في قبال هذا الرأي رأي آخر وحاصله" إن جميع ما ورد في التفسير
هو لعلي بن إبراهيم القمي. ولا مستند الى ما ذهبوا إليه إلا الاطمئنان بالنقل وبعض
التبرعات التي حاولوا من خلالها إثبات التفسير لصاحبه على ما سوف تعرف في مقام آخر
.
وبالجملة" لا كلام في وثاقة وجلالة ومكانة علي بن إبراهيم
القمي المتوفى - 307 - هجرية - عند الجميع. فقد كان القمي يروي عنه الشيخ محمد بن
يعقوب الكليني. وكان معاصرا للإمام العسكري (عليه السلام). وابوه إبراهيم بن هاشم
شيخ القميين ووجيههم.
ويعتبر تفسيره من أقدم التفاسير بالمأثور وهو من مصادر التفسير
المشهورة عند الإمامية وقد سلك فيه مسلك التفسير بالجري.
والاعتبار جاء وفق عوامل منها وثاقة نفس القمي ورواياته عن
المعصومين(عليهم السلام). مع قلة الوسائط والإسناد. بالتالي الكلام بحثيثة الكتاب
ونسبته من الجلاد للجلاد ولا دخل لوثاقة نفس المؤلف فيه على ما سوف تعرف في قادم
هذا البحث المختصر إن شاء الله تعالى . .
0 تعليقات