علي الأصولي
ورد في الأخبار نص
حاصله"إنما أنت كحصاة في لبنة لا يضرها نزول ماء المطر" وهذا النص هو
مفاد حوارية ما بين الإمام الكاظم "عليه السلام" وما بين الثقة الجليل
علي بن يقطين، على أثر سؤال وجهه له الأخير حول اللعن الصادر من قبل الإمام الصادق"
عليه السلام"
ليقطين الأب الذي
يعتبر أحد رجالات الدولة العباسية آنذاك، حيث خرج اللعن بحقه بما مضمونه "العنك
والعن من في صلبك"
وهنا الوزير الموالي
لم يشك بالإمام ولا بحكمة الإمام ولا أبدى أي اعتراض حول اللعن، غاية ما في الأمر
دخل في قلبه الحزن لا لأجل أبيه بل لأجل نفسه، حيث يرى بأنه موالي لآل محمد "صلوات
الله عليهم"ولا يتناسب اللعن للذرية وحاله كمؤمن ؟
ولذا نجد إن الإمام
الكاظم "عليه السلام" تفهم الأمر وسره تمسك علي بن يقطين مع معرفته برأي
المعصوم بأبيه، ولذا بادر الإمام بالشرح لعلي بن يقطين معنى اللعن وهل يشمل الذرية
بأجمعها أم هناك خصوصية لمن آمن عمل صالحا ثم اهتدى، وهذا الحال كحال بعض رجالات
بني امية واستذكر منهم" سعيد بن العاص" حيث عده زين العابدين "عليه
السلام" ان سعيدا منا أهل البيت، ولا تعارض بين الانتماء الإيماني لآل محمد "صلى
الله عليه واله وسلم" وبين اللهم اللعن آل أمية قاطبة.
بودي ان يتفهم القراء
بأن ابتعاد الآباء عن خط الهداية مهما انحرفت سلوكياتهم، فلا دخل للأبناء في
مستقبلهم العملي الإيماني في ذلك، ولا يشكل انحراف الأهل - من آباء وأجداد - ونحو
ذلك من الوصول الى غايات عالية وشريفة، والعكس ايضا صحيح أي لا شرطية بين صلاح
الأب والإبن،
الغريب" أن نجد
بعض أصحاب الدعاوى المهلهلة بالأعلمية الأصولية" أن تجده يفسر مقطع الزيارة "آللهم
العن آل أمية قاطبة" يسفرها بالعموم والشمول لكل أفراد آل أمية، بينما إن
المستثنى من اللعن هو خصوص من إحرز إيمانه، فالمقطوع به بأن المراد الجدي منصرف من
الشمول، نعم" إذا أحرزنا أهل العداوة منهم أو من شككنا في إحراز من كان مؤمنا
منهم، فاللعن يشمله إلا ما خرج بدليل، كون ما نحن فيه وهذا المقطع الروائي من
القضايا الخارجية، والتي يتكفل بها الإمام" المتكلم" بإحراز الموضوع
بنفسه، وكيف كان" بتعبير أكثر فنية، ما نحن فيه "أللهم العن آل أمية
قاطبة" عموم لفظي حكاية صياغته على نحو القضية الخارجية، والشمول فيه عام
للأفراد إلا ما خرج بدليل من حكم العموم باستثناء لفظي أو لبي بحسب تعبيراتهم
الصناعية،
0 تعليقات