عز الدين البغدادي
كاظم الساهر وباسم
الكربلائي، اسمان عراقيان معروفان، يمارسان عملا مشتركا واقعا وظاهرا، لكن الفقه
يفرق بينهما فالأول مطرب أي إنه يمارس عملا محرما فقهيا، والآخر رادود أي إنه
يمارس عملا مباركا لدرجة ان بعض محبيه يلقبونه بالمقدس ويروون قصصا في كراماته.
من حيث الصوت كان
ينظر الى القابلية الصوتية لكاظم الساهر نظرة نقد وشك، وكان الموسيقار العراقي
المعروف المرحوم عادل الهاشمي يقلل جدا من قابلياته ووصف صوته بأنه "الصوت
الذي يعاني من الجفاف العاطفي"، وأن الساهر يستخدم الصراخ في غنائه لكي يوفر
لغنائه ما يعرف بالتأثير في الأسماع وهو نوع من الخداع السمعي. ونفس الشيء يقال عن باسم الكربلائي حيث يمكن ان تدرك ذلك وأنت تقارنه بصوت
الرادود حمزة الصغير مثلا وتشعر بالشحنة العاطفية الطاغية في صوت حمزة ولا تجد عند
باسم غير بحة ليس فيها اي جمال، وكان احد الأصدقاء يقول لي بأن والدته العجوز
بفطرتها كانت تقول له بأنها لا تحب سماع باسم الكربلائي لان صوته ليس فيه "تخشع"
حسب تعبيرها.
ما جعلهما ينجحان
بشكل كبير ذكاؤهما في انتقاء القصائد التي يغنيانها، وكلاهما محظوظ جدا، وهو ما
مكنهما من تكوين ثروة هائلة حتى أنه وحسب وسائل الإعلام فان الساهر قبض مبلغ 150
الف دولار مقابل لقائه الأخير على فضائية cbc مع الإعلامية
المصرية منى الشاذلي. ومثله باسم الذي يطلب أرقاما خيالية لمجالسه المباركة جدا. يعجبني
في الساهر وربما الكربلائي أيضا ولو بدرجة اقل الاتزان النفسي وهو ما اكسبهما إعجابا
اكبر.
كلاهما فيه حالة
استعلائية الأول بإصراره غير الصحيح على أنه سامرائي وليس من العمارة، والثاني
بلقب الكربلائي الذي يحاول البعض باستخدامه ان يعطي لنفسه حالة خاصة تترقى على
شيعة الجنوب كما هو معروف للقريب من هذه الأوساط.
كلاهما كان له تأثير
سلبي أولهما بخداع الفتيات برومانسية مبالغ فيها ليس لها وجود في الواقع، والآخر
بشكل أسوأ وأخطر من خلال الفتنة الطائفية.
كلاهما يحبان العراق
بلسانيهما، ليس فيهما من حاول ان يؤسس مشروعا خيريا لدعم الفقراء أو اسر الشهداء أو
المهجرين أو مرضى السرطان أو اي عنوان آخر وما أكثرها في البلد الذي ساعدهما على
تكوين ثروة هائلة‼ ومع ذلك لا زال لهما تقدير كبير في العراق لدرجة تبرير كل ما يقوله الملا
باسم ولو هدد الأمن الاجتماعي بقصائده، أو التوسل بالساهر لإحياء حفلة بغض النظر
عما يطلبه.
0 تعليقات