آخر الأخبار

المرجع اليعقوبي : مبادئ تصنع الحياة







المرجع اليعقوبي : مبادئ تصنع الحياة





ستار النعمانى


من يتابع حركة المرجع (دام ظله) في خضم المعترك الحضاري سيجد أن هناك حوارا يحمل طابع الصراع لكن بأدوات فكرية حصل بين أفكاره وأفكار غيره .

 فحواره سيكمل قصة التاريخ حاملا لكل المبادئ والقيم في ظل مصاعب وأفكار معاكسة ضاغطة حوار جرت أحداثه في تجربة تاريخية تعتبر من التجارب الخطرة التي مرت بتاريخ العراق حوار حاول فيه أن تزداد الاصرة بين المجتمع وبين قيمه وتاريخه ودينه وتراثه وان يصنع بيئة تساعد الجماهير في صياغة أفكارها بالاعتماد على تلك المبادئ والقيم غارسا في أذهان هذا الجيل معنى المبادئ النبيلة .

حوارا حطم فيه نظرية أن من الممكن صياغة العقل العراقي كما أراده الآخرون وفق ثقافة اختزال العقول بفكرة أو إيديولوجية واحدة تتجاهل عمق وثقافة وتاريخ شعب وإعادة هندسته اجتماعيا تكون نهايتها اغتيال هوية الفرد العراقي فحواره كان كاشفا عن أبعاد وغايات فوضتهم الخلاقة الخادعة وما تروم إليه من استلاب وتحجيم منظم للقيم والمبادئ النبيلة التي لم تكن طارئا او وليدة لحظة بل هي مبادئ ساهم بصياغتها علماء ومفكرون سخروا كل جهدهم في سبيل الحفاظ على هوية هذا البلد حوار استخدم كل آليات الثقافة المضادة لمواجهة الثقافات الطارئة أو المستوردة أو الغريبة عن قواميس تاريخ هذا البلد لعلمه بان الثقافة والأفكار من أهم عوامل التأثير في السلوك والشخصية.

 فالثقافة كما يرى محمد هيثم الخياط "ذلك الجو الاجتماعي الذي تتنامى فيه شخصية الفرد وطباعه وهو جو يتألف من قيم وأفكار وأخلاق وأسلوب للحياة ويشارك كل فرد من أفراد المجتمع في أغنائه" فحوار سماحته ممتد بامتداد ساحات صراع الفكر والثقافات رغم المساحة الشاسعة والمتنامية الأطراف لميدان هذا الصراع الذي سخر له الآخرون احدث وسائل الترويج وأقوى الأدوات الناعمة حتى ينهار التركيب الثقافي والاجتماعي والعقائدي في سبيل إبعاد المجتمع عن قيادته الدينية الواعية والكاشفة لكل هذه التحولات والأساليب الهادفة إلى إبادة المجتمع ثقافيا حتى تتسنى لهم الفرصة للنفاذ وممارسة الهيمنة الفكرية والتي لو تحققت لسهلت باقي جوانب الهيمنة الأخرى وخلقت واقع آخر.

 إن هذا الحوار هو حوار تمثل بعدة تحديات خارجية وداخلية حاولت فيه الأفكار والثقافات الطارئة الأخرى أن تفرض نوع من أنواع التنميط والتجهيل والتدجين والعبودية والتقليل من شان الدين وإفراز صورة غير حقيقية عن عدم قدرة الإسلام على معالجة الواقع الاجتماعي والاقتصادي والحقيقة حسب قول السيد محمد باقر الصدر(قدس سره) "إن الإسلام قادر على قيادة الحياة وتنظيمها ضمن أطره الحية دائما ذلك أن الاقتصاد الإسلامي تمثله أحكام الإسلام في الثروة وهذه الأحكام تشتمل على قسمين من العناصر احدهما العناصر الثابتة وهي الأحكام المنصوصة في الكتاب والسنة فيما يتصل بالحياة الاقتصادية والآخر العناصر المرنة والمتحركة وهي تلك التي تستمد -على ضوء طبيعة المرحلة في كل ضرف - من المؤشرات الإسلامية العامة التي تدخل في نطاق العناصر الثابتة "ومن أهم هذه التحديات هي التحديات الفكرية و الثقافية وخصوصا الاستشراقية منها وجدلية الأصالة والمعاصرة مع العلم أن منطلق هذه الثقافات هو نظرية ملء الفراغ والتي طالما حذر منها سماحة المرجع وطالب أن يتصدى الواعين من أبناء الإسلام لهذه الثقافات الهدامة وفي الواقع أن الدين الإسلامي لم يترك أي فراغ في ساحته بل هناك بعض التفسيرات الواهية " لعدم إمكانية التفكيك بين النظرية و لا اقصد بالنظرية ما يراد منها في المصطلح اعني المعلومة القابلة للصحة والخطأ وإنما اعني مجموع ما احتوت عليه الرسالة من الأصول والفروع والأخلاق التي أسسها القرآن الكريم والتطبيق أي بين الرسالة وسلوك القائمين عليها ,صار الناس لا يقتنعون بأي رسالة مهما كانت ترفع من مبادئ ومثل وأخلاق عالية ونبيلة إذا كان حاملوها والقائمون عليها أول من يخالفها" كما عبر سماحته فالحكام وأصحاب السلطات الظالمة الذين استلموا الحكم لم يتركوا انطباعا جيدا لدى المسلمون بسبب انحرافاتهم والتي أدت إلى تشويه صورة الإسلام كما يرى سماحته وقد أكد المرجع على النظر إلى التجربة والنموذج الناجح الذي يقدم صورة مشرقة للإسلام وقد تجسدت هذه التجارب الناجحة في الحكم برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام ) بسبب تجسيدهم للرسالة في سلوكهم وأفعالهم ويقول سماحة المرجع بهذا الصدد "هذا الترابط الوثيق بين الرسالة وسلوك حاملها عبر عنه أمير المؤمنين (عليه السلام):(إني والله ما أحثكم على طاعة إلا وأسبقكم إليها ولا أنهاكم عن معصية ألا وأتناهى قبلكم عنها) .
إضافة إلى هذا تقاعس وتكاسل البعض ساهم بترك هذا الفراغ ونفذ من خلاله الآخرون  رغم كل النصائح التي قدمها والتحذيرات التي أطلقها من مخاطر الاختراق الثقافي والفكري وما ستؤول إليه هذه الاختراقات المدعومة بأحدث آليات الإعلام والترويج من سلب للهوية الإسلامية و الاجتماعية للمجتمع .


إرسال تعليق

0 تعليقات