اللغة وأزمة فهمة الدين
د. محمد إبراهيم بسيونى
داعش وكل الجماعات الإرهابية
تستخدم بعض الأحاديث الواردة فى كتب الصحاح التسعة سنداً للقتل والحرق والتدمير
والزنى والسرقة وكل أنواع الفساد.
السؤال الآن لماذا أورد علمائنا هذه الأحاديث،
وهل هى صحيحة، لان الكثير من الناس يشككون فى الدين بسبب هذه الأحاديث. كتب الصحاح
للأحاديث تعود للإمام البخارى، والإمام مسلم، والإمام الترمذى، والإمام أبو داود،
والإمام ابن ماجة، والإمام النسائى والامام حَنْبَل والامام مالك والامام الدارمي.
والمولفت للنظر أن يكون الأئمة
معظمهم من غير العرب، وتعود جنسياتهم لأيران وأوزباكستان وتركمستان حاليا، وكانت
لغتهم الأولى اللغة الفارسية ويتحدثون العربية ولكن ليس بإتقان.
كما أن الكتب المنسوبة لهم لا وجود لها فلا توجد
مخطوطة واحدة لاى من هذه الكتب والموجود فقط كتب أو مجلدات من حوالى ٣٠٠ عام لها
مؤلفين معروفين من العصر الحديث تتكلم عن هؤلاء الأئمة وكتبهم بلا سند رغم أن
هؤلاء الأئمة ماتوا من أكثر من ألف عام. الان نعطى نبذة عن كل واحد من الأئمة
التسعة.
١- الإمام البخارى هو أبو عبد
الله محمد بن إسماعيل البخاري وهناك من قال أن أسمه محمد ومن قال أن أسمه جمعة
(مولود ١٣ شوال ١٩٤ هـ - متوفى ١ شوال ٢٥٦ هـ) / (٢٠ يوليو ٨١٠ م - ١ سبتمبر ٨٧٠
م). ولد فى بخارى بخرسان الكبرى أوزباكستان حاليا ويتحدث لغة بلادة وهى الفارسية.
ويعتبر من أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة
والجماعة، وينسب له كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري والذي قال بعض
علماء أهل السنة والجماعة على أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم. وقيل أنه قد أمضى
في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً. وقد نشأ يتيماً كفيفا وطلب العلم منذ صغره، وقيل
أنه رحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء العلماء وطلب الحديث وسمع من
قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث.
وقيل تتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي
وغيرهم، وقيل أنه هو أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح. ومن
أوّل من ألّف في تاريخ الرجال. وقيل امتُحن أواخر حياته وتُعصّب الناس عليه حتى
أُخُرجَ من نيسابور وبخارى فنزل إحدى قرى سمرقند فمرض وتوفيّ بها أوزباكستان حاليا.
٢- الإمام مسلم هو مسلم بن
الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، أبو الحسين، (٢٠٦ مولود هـ -
توفي في ٢٥ رجب ٢٦١ هـ) / (٨٢٢م - ٦ يوليو ٨٧٥م)، ويعتبر من أهم علماء الحديث
النبوي عند أهل السنة والجماعة، وهو مصنف كتاب صحيح مسلم الذي يعتبره السنة ثاني
أصح كتب الحديث بعد صحيح البخاري، ولد في نيسابور بإيران. وكانت لغته الفارسية
وقيل أنه جمع ما يزيد على ثلاثمائة ألف حديث. وفي يوم الأحد الخامس والعشرين من
رجب سنة ٢٦١ هـ، توفى وعمره خمس وخمسون سنة، ودفن يوم الاثنين ومقبرته في رأس
ميدان زياد بنصر أباد بظاهر نيسابور ايران.
٣- الإمام الترمذى هو ا
لتّرْمذِي، أبو عيسى (٢٠٩ مولود هـ - ٢٧٩ متوفى هـ) / (٨٢٤م - ٨٩٢م). هو محمد بن
عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، السلمي الترمذي، أبو عيسى. مصنّف كتاب الجامع
المعروف بسنن الترمذي، ولد في مدينة ترمذ جنوب أوزباكستان ونسب له تأليف سنن
الترمذي أو جامع الترمذي أشهر مؤلفاته فى الحديث فهو من كتب الصحاح الستة، ومن كتب
السنن الأربعة، ويبلغ عدد أحاديثه (٣٩٥٦)، وقيل أنه ارتحل لطلب الحديث وتفقه في
الحديث بالبخاري، وأصبح ضريرًا في كِبره بعد رحلته وكتابته العلم، وتوفي في ١٣ رجب
٢٧٩ هـ في بلدة ترمذ.
٤- الإمام أبو داود هو أبو
داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي من منطقة سجستان المشهور بأبي داود
(٢٠٢-٢٧٥ هـ) قيل أنه إمام أهل الحديث في زمانه. وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبي
داود وقيل أنه قد جمع فيه ٤٨٠٠ حديث انتخبها من ٥٠٠ ألف حديث. ولد أبو داود سنة
٢٠٢ هـ في إقليم صغير مجاور لمكران أرض البلوش الأزد يُدعي سجستان وهو إقليم في
إيران يسمى حاليا سيستان وبلوشستان ولغته الفارسية وقيل أنه تنقل بين العديد من
مدن الإسلام، ونقل وكتب عن العراقيين والخراسانيين، والشاميين، والمصريين.
٥- الإمام النسائى هو أبو عبد
الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي (٢١٥ هـ - ٣٠٣ هـ)،
(٨٢٩م - ٩١٥م) قيل أنه محدّث، وقاضٍ، وأحد أئمة الحديث النبوي الشريف، صاحب السنن
الصغرى والكبرى، المعروف بسنن النسائي، ولد سنة ٢١٥ هـ في بلدة نسا من بلاد خراسان
قديمًا و تقع في تركمانستان حاليًا ولغته الفارسية، وقيل أنه طلب العلم والحديث
وهو صغير، فرحل إلى خرسان والحجاز والعراق والشام والجزيرة العربية ثم استوطن مصر،
وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه، كان أبو عبد الرحمن النسائي إماما حافظا. خرج من
مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاث مائة، وقيل أنه توفي شهيدا بمدينة القدس
على يد جماعة من الشباب الذين تنازعوا معه على كتابة كتاب باسم العباس وذلك في يوم
الاثنين لثلاث عشرة من صفر، سنة ٣٠٣ هـ، وقيل أنهم ضربوه في الجامع على خصيتيه
وداسوه حتى أُخٌرجَ من الجامع، ثمّ حمل إلى الرملة فمات شهيدا، وفي رواية أخرى إلى
مكة فمات فيها، وقيل الأرجح أنه مات بالرملة.
٦- الإمام ابن ماجة هو أبو عبد
الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني إمام في علم الحديث، ولد سنة ٢٠٩ هـ،
٨٢٤ م بمدينة قزوين وتوفي في رمضان سنة ٢٧٣ هـ، ٨٨٦م. وقزوين بلد على ضفاف بحر
قزوين من الجهة الجنوبية في الحدود الإيرانية وقد قال الحافظ الرافعي صاحب كتاب
التدوين في أخبار قزوين، أنها كانت تُسمى بالفارسية كشوين فعربت اللفظة وقيل
قزوين. واختلف الفقهاء حول منزلته من كتب السنة. وسنن ابن ماجه منها، الصحيح،
والحسن، والضعيف، بل حتى المنكر والموضوع، التي تزيد عن ٤٠٠٠ حديثا. وتوفي سنة ٢٧٣
هجرية.
٧- الامام أبو عبد الله أحمد
بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (١٦٤-٢٤١هـ / ٧٨٠-٨٥٥م) فقيه ومحدِّث مسلم، ورابع
الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي.
اشتُهر بعلمه الغزير وحفظه القوي، وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع
والتسامح، وقد أثنى عليه كثير من العلماء منهم الإمام الشافعي بقوله "خرجتُ
من بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل"،
ويُعدُّ كتابه "المسند" من أشهر كتب الحديث وأوسعها. كتاب مسند في
الحديث النبوي، من أشهر كتب الحديث وأوسعها، يحتوي على ما يزيد على ٢٦ ألف حديث
نبوي، وفيه الكثير من الأحاديث الصحيحة التي لا توجد في الصحيحين.
٨- الامام مالك بن أنس هو أبو
عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني (٩٣-١٧٩هـ /
٧١١-٧٩٥م) فقيه ومحدِّث مسلم، وثاني الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب
المذهب المالكي في الفقه الإسلامي. اشتُهر بعلمه الغزير وقوة حفظه للحديث النبوي
وتثبُّته فيه، وكان معروفاً بالصبر والذكاء والهيبة والوقار والأخلاق الحسنة، وقد
أثنى عليه كثيرٌ من العلماء منهم الإمام الشافعي بقوله "إذا ذُكر العلماء
فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه بعد التابعين". ويُعدُّ كتابه
"الموطأ" من أوائل كتب الحديث النبوي وأشهرها وأصحِّها، حتى قال فيه
الإمام الشافعي: «ما بعد كتاب الله تعالى كتابٌ أكثرُ صواباً من موطأ مالك». وقد
اعتمد الإمام مالك في فتواه على عدة مصادر تشريعية هي: القرآن الكريم، والسنة النبوية،
والإجماع، وعمل أهل المدينة، والقياس، والمصالح المرسلة، والاستحسان، والعرف
والعادات، وسد الذرائع، والاستصحاب.
٩- الإمام عثمان بن سعيد
الدارمي هو الإمام الحافظ عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد التميمي الدارمي
السجستاني، المكنى بأبي سعيد، أحد أئمة أهل السنة والجماعة وعلمائهم، وأحد رواة
الحديث النبوي. ولد قبل سنة ٢٠٠ هـ بفترة يسيرة، وتلقى علوم اللغة العربية على يد
ابن الاعرابي (شيخ اللغويين والنحاة)، وعلم الفقه على المذهب الشافعي على يد أبي
يعقوب البويطي، وعلم الحديث النبوي علي يد يحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن
حنبل وتقدم في هذه العلوم، وصار في كل منها إماماً. كما كان من أشهر رواة المسائل
عن يحيى بن معين في علم الرجال. اشتهر بكثرة أسفاره، وسمع من علماء الحجاز والشام
(مثل هشام بن عمار) ومصر (مثل نعيم بن حماد) والعراق وشبه الجزيرة العربية وبلاد
العجم.
قال عنه ابن حبان في كتابه
الثقات "إمام من أئمة الدنيا"، وروى له ابن حبان حديثاً في صحيحه، كما
روى عنه الحاكم النيسابوري في "المستدرك على الصحيحين" والبيهقي في
سننهالعديد من الأحاديث. صنف كتاب "المسند الكبير" (المعروف بمسند
الدارمي) كما صنف كتاباً في الرد على بشر المريسي اسمه نقض عثمان بن سعيد على
المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله في التوحيد، والمشهور باسم "النقض
على المريسي" أو "نقض الدارمي"، كما صنف كتاب الرد على الجهمية،
للرد على تلك الفرقة المعروفة. اشتهر بشدته على أهل البدع عقيدة أهل السنة
والجماعة-، حتى قال عنه الحافظ الذهبي "كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين
المبتدعة". فعرف بشدته على الجهمية، وصنف كتابان في الرد عليهما، هما
"النقض على المريسي" و"الرد على الجهمية". كما عرف بشدته على
الكرامية، فهو الذي قام وأنكر عليهم حتى طرد محمد بن كرام -رأس الكرامية- من مدينة
هراة. ومن نوادره وطرائفه أن ابن عبدوس الطرائف
قال "لما أردت الخروج إلى
عثمان بن سعيد -يعني إلى هراة- أتيت ابن خزيمة، فسألته ان يكتب لي اليه، فكتب
إليه، فدخلت هراة في ربيع الأول سنة ٢٨٠ هـ، فأوصلته الكتاب فقرأه ورحب بي وسأل عن
ابن خزيمة، ثم قال: يا فتى متى قدمت؟ قلت: غداً، قال: يا بني فارجع اليوم، فإنك لم
تقدم بعد حتي تقدم غدا. توفي في ذي الحجة سنة ٢٨٠هـ.
اخيراً نقول ان كل مسلم ومسلمة
غير ملزمين بأى حديث يأتى فى هذه الكتب المؤلفة عن الائمة التسعة بلا سند إلا ما
يتوافق مع نصوص القرآن الكريم.
عميد طب المنيا السابق
0 تعليقات